نسمع غالبيتنا ونعرف معنى مصطلح الطب البديل, أما عبارة الصحافة البديلة فليست مصطلحا دارجا أو تعريفا علميا, لكن وفق ما فرضته الصحافة الإلكترونية بشكل عام ومع تنامي صحافة المواطن وانتشارها بشكل شبكي واسع, اتخذ بعض الصحفيين المحترفين من صحافة المواطن الوهمية خطا بديلا لدعم نشرهم في مؤسساتهم الإعلامية, أو لتبني آراء خاصة ربما تكون معارضة لسياسة المؤسسة العاملين فيها, أو لقطع الطرق على مؤسسات أخرى ومحاربتها دون الخشية من المسائلة القانونية, أو لتصحيح مفاهيم معينة بجرأة مبالغ فيها, ولا يمكن التحلي بها في الصحافة الاحترافية, أو لتأسيس قاعدة جماهيرية بديلة عن جمهور المؤسسة, ولأسباب كثيرة أخرى منها سلبية وأخرى ذات أهداف إيجابية.
من خلال ما تقدم يمكننا معرفة إن اللجوء للبدائل دائما يظهر مع الشعور بالحاجة, وفي طبيعة الحال فإننا نحتاج مع هذا الكم الهائل من الضخ الإعلامي إلى مواجهته بالفكر النوعي غير المبرمج, وإذا اضطررنا إلى الصحافة البديلة وكان لكل صحفي محترف صوتا آخر في صحافة المواطن فهذا يفرض عليه من المسؤولية ضعفين, فهنا هو مكلف بتوحيد الرؤية والرسالة والأهداف مع اختلاف أداوته, فالثبات على المبدأ من أهم مميزات الشخصية الصحفية بوصفها المتكفلة بنقل الأخبار بأمانة من مصادرها إلى الجمهور مهما كان مختلفا ومخالفا, والمسؤولة عن نشر الوعي من خلال ربط حلقات المجتمع ببعضها وتبني خطاب ثقافي محايد لا يختلف مضمونه مع اختلاف أمكنة نشره سواء تم نشره في مؤسسة إعلامية حكومية أو خاصة أو حتى في المواقع والمنتديات أو السوشيال ميديا (صحافة المواطن), فالعمل الصحفي لا يعد وظيفة تقليدية روتينية تنتهي مع ساعات الدوام, ربما علينا العودة لمقارنة المقدمة مع الختام.. كما يعد الطب مهنة الإنسانية وله مرادف (الطب البديل), فالصحافة مهنة بمنتهى المسؤولية الإنسانية ويبدو إنها في طريقها لمصطلح (الصحافة البديلة).

 

إيمان كاظم