أية فرحة تلك التي غيبت عيونك صغيرتي في لحظة لم تكن في حساب ذلك اليوم .. كنت قبل قليل معي تتناولين الفطور وتتمازحين معي بشكل يفوق سعادة العالم ، وانا الذي انتظر قدومك اعواما .. بعدما غادرتني البهجة وايقنت انني لم ارزق بطفل ، بيد ان ارادة الخالق لم تخذلني حيث ولدت انت بعد مخاض عسير مع الطب والاطباء ،قدومك افرح العالم قبل كل شئ امتزجت الدموع بالزغاريد .. واليوم رحيلك المفاجئ بطلقة طائشة مزج الدموع دما، واسدل الستار على كل المسرات .
حقيقة قلبت الواقع .. وازاحت الضحكات بعيدا .. فثمة وجه ملائكي غاب عن الوجود حينما تلقت الطفلة البريئة المتداولة صورتها على صفحات التواصل الاجتماعي ميتة في حضن والدها في صدرها الرقيق رصاصة الفرح بفوز الفريق العراقي وما تلته من قصص وحكايات المأساة التي ترتبط كل حين بفوز المنتخب او عزاء لشيخ عشيرة او لموت انسان او زفة لعرس .. لتتكررالاحزان والمصائب في البيوت العراقية التي تتطلع الى الفرح والمسرات بطرق اكثر شفافية وعقلانية .. هذه الفتاة البريئة هي واحدة من عشرات البشر الذين يغادرون الحياة ضحايا رصاص الفرح والعزاء غير المبرر وهمجية ممن استخفوا بالارواح وأبت ثقافتهم المتدنية الاان تكون على ماكانت عليها من ضعف واستهترار.
وجع الكلمات
رصاصات البهجة ادخلت السكون والفزع في بيت ذلك الاب الذي احتضن جثة ابنته في لحظة غادرتها الحياة من دون عودة ..حتى استاء من كرة القدم وفوز الفريق..لتبقى الام المفجوعة تصرخ وتندب عزيزتها الجميلة ..بأوجع الكلمات ..
هذا سريرك اصبح خاليا الا من بقايا العابك .. وهاهي دميتك الحمراء ذو الجدائل الذهبية تنتظرك لتضميها بأحضانك الدافئة .. وهاهي خزانة ملابسك مليئة بالوان الملابس التي اهديتها لك جدتك وعماتك في عيد ميلادك الماضي .
وعلى الجدار صورتك البهية تبتسمين للحياة .. اعشق تلك الضحكة التي اغفو عليها ، لانك حللت ملاكا في بيتي بعد طول انتظار .. فكيف غادرتني بسرعة دون وداع .
وليرى العالم مأساة هذه العائلة وغيرها من الاسر التي فجعت بالحوادث المؤسفة في تلك المناسبات ليسببوا الكره الشديد للعبة احبتها الجماهير .
حنين ماجد
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري