لا تخلو حياة كل فرد، بل وكل مجتمع – وعلى مختلف العصور- من المشكلات بمختلف انواعها، فالسعادة الحقيقية مفهوم نسبي، وفي ضوء ما يمر به بلدنا الحبيب ودول العالم من أزمة فيروس كورونا وتداعياته، وفي ضوء اتباع أساليب الوقاية والنظافة والتعقيم، اغفل الكثيرين جانبا مهما الا وهو (الصحة النفسية) والتي تتمثل في مستوى التوافق النفسي للفرد مع ذاته ومع الآخرين من حوله، وقدرته على مواجهة الأزمات المختلفة بشكل ايجابي، مع الاستخدام الأمثل لطاقاته الكامنة وتوظيفها للوصول الى حالة اكثر استقراراً وتكاملاً.
ولا تعني الصحة النفسية خلو الإنسان من الأمراض النفسية والجسمية بل تعني التوافق الاجتماعي والتوافق الذاتي والشعور بالرضا والسعادة والحيوية.
ويعد (التفكير الإيجابي) من خصائص وسمات الأفراد المتمتعين بالصحة النفسية، وهو اسلوباً لتعزيز التفاؤل لدى الفرد، ويعني الاستجابة للحالات والمواقف السلبية التي قد يتعرّض لها الفرد بإيجابية وتفاؤل, فبدلاً من ان نحصر تفكيرنا في سلبيات فيروس كورونا يمكن لنا ان نفكر في الجوانب الايجابية، وتؤثر الأفكار السلبية على الصحة الجسمية؛ اذ إن العلاقة بين العقل والجسم تعمل بشكل دائم ومستمر، فالأفكار السلبية عن فيروس كورونا يمكن أن تصيبنا بالمرض، ولكن يمكن أن تساهم الأفكار الإيجابية في عملية الشفاء.
فإن لم نتمكن من إعـادة تشكيل تفكيرنا ليكـون إيجابياً، واستمرت الضغـوط ، فإن هـذا ما سيضعف مناعـة اجسامنا ويجعلـه عرضة لكثيـر من الأمراض، ومن الممكن أيضاً أن تساهـم الضغـوط بزيـادة حـدَّة أعراض الأمراض الموجـودة؛ لذا حافظ على صحتك النفسية، وابتعد عن الأفكار السلبية واحذر من الأشخاص السلبيون، وتمتع بالتفاؤل (تفاءلوا بالخير تجدوه) والتوكل على الله، ولا تنسى ان صحتك النفسية هي نتاج لصحتك الجسمية.
الاستشارية: زهراء عبد الرسول التميمي/ مركز الإرشاد الأسري
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري