لكل فرد في المجتمع حق وكرامة.. ومن حقوقه ان تكون حياته كحياة اي إنسان عاش في بلده آمناً مع توفر كل متطلبات الحياة من حقوق كونه مواطن (انسان)، نعم انسان يملك نفس إنسانية وكرامة وعزه نفس تؤثر فيه وبمشاعره قساوة البعض ومعاملتهم السيئة وهذا بعيد جداً عن ديننا الإسلام الذي هو خاتم الأديان.

والباحث في حقيقة الإسلام سيجد انه يحتوي على صور عديدة للإنسانية وعدة معانٍ أيضاً والكثير من الروايات التي وردت عن المعصومين (عليهم السلام) نذكر منها تعامل الإمام علي (عليه السلام) وإكرامه وحسن ضيافته لعبد الله بن ملجم وهو قاتل رمز الحق, ورمز الدين والعدالة, ورمز الانسانية, وأب لجميع أيتام وفقراء المسلمين آنذاك وأوصى ولده الإمام الحسن (عليه السلام) بذلك بعدم إهانته وقتله بل العكس وحاشى للإمام ان يفعل ذلك لأنه أهل التعامل الجيد وأهل لحق النفس وكرامتها ولا ننسى دور الامام الحسين(عليه السلام) بمعركة الطف كيف تعامل مع وهب النصراني معاملة جيدة ولم يفرقه عن غيره بسبب دينه -النصرانية أو المسيحية - ولم يشعره بنظره الأقلية او الدونية ويقول عنه كافر كما يصدر في زمننا هذا من البعض بل ابدع الحسين واعطى درس في احترام الآخر واحترام رأيه ودينه ومعتقداته وكل ما يحق لباقي الأفراد وبهذا رسم الحسين صورة في اذهاننا وللعالم اجمع عن التعاون مع باقي الأديان وكان مثالاً في بيان جمال الدين الإسلامي؛ لذا علينا نحن كمسلمين واتباع أهل البيت (عليهم السلام) خاصة ان نتخذ من الحسين مناراً نضيء به عتمة حياتنا ونزيل غبار الظلم والعدوان والتفرقة التي نحن عليها لأسباب قليلة لا يمكن أن تكون مهمة أحياناً كي نحقق التعايش السلمي ونعيش بسلام وأمان ورفعة وعزه وشموخ كباقي البلدان.

كفى ظلماً كفى حقد كفى حسد وكره كن إنساناً بمعنى الكلمة لتعيش بسلام.

منى المالكي