يوم جديد مشرق يضاف لايام عزنا وانتصاراتنا، انه يوم اقرار قانون الحشد بعد مضي سنتين وهم يربضون على السواتر كالاسود يدافعون عن الوطن ومقدساته مذ صدحت فتوى الجهاد على لسان المرجع الاعلى وهم يتحملون مشقة القتال والحر والبرد وفراق الاهل وفقدان من سبقهم الى الشهادة. حتى اني استغربت ان يسمى اقرار القانون وان يصوت عليه بصعوبة بل كان الاجدر ان يحدث ذاك بعرفان وشكر وان يتم اللقاء بهؤلاء فردا فردا، وان نستأذنهم ان يبقون حماة ديارنا، وان نتشرف بقبولهم بذلك. بل ان نذهب سوية لزيارة شهدائهم وحفظ ايتامهم وتدبير شؤون جرحاهم وقد وددت لو اني علقت على صدورهم اوسمة، واحترت فيما يليق ان ارسمه كوسام، فكرت بعلم العراق، بقبة ومنارة قائمة، بجسر ونهر متألفان، بوجه يتيم يبتسم، بغترة وعقال لم يسقط، بعباءة لم تدنس، بسلاح يحمله ساعد، احترت واحترت فيما نقدمه لهم من هدية حتى انتبهت لطفلتي فسألتها ماذا نعطي للبطل الذي يحمينا حين يعود؟ نظرت في وجهي بكل جد وكأنها مشروع امرأة تدرك حجم الخطر الذي كان يهددنا واخرجت قنينة الحليب من فمها وقدمتها لي!.. ولعل ابنتي الاكبر تفضل اعطاء قلادتها فهي تحبها جدا، وامي تهدي عباءتها بطبيعة الحال ليس ليلبسها المقاتل كما فعل الجبناء بل اشارة الى انكم حفظتم سترنا واعراضنا، اما اختي فما زالت تطرز لهم راية وهي تتلو عليها اسماء الشهداء بترنيمة عراقية خالدة ، وانا ماذا اقدم؟ نحن النساء بالخصوص نعرف قيمة ما فعلوه، فلولا الفتوى والحشد لكنا نساق سبايا كما حدث مع بعض أخواتنا الايزديات العراقيات على يد داعش امام انظار المجتمع الدولي العاجز، ولسمعنا باصوات النخاسين ينادون بأثمان الجاريات وكأننا في جاهليتنا الاولى، نعم فقدنا شهداء اعزاء ولكن لو عادت لهم الحياة لاختاروا الشهادة مرة اخرى على ان تدنس عراقية واحدة. وعلى هذا فطروا وعلى هذا المنهج تربت اجيالنا وهي تسمع كلمات الامام السجاد (ان القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة) وتذكرت الحسين عليه السلام فها انا اصل اليه اين ما ابحرت، ها هم محبيه يحيون نهجه دائما وتذكرت زينب سلام الله عليها وتسألت لابد ان هذه العالمة المعلمة كما وصفها الامام السجاد " عليه السلام " تعرف الجواب ماذا اقدم لمن جاهد وبذل ؟ فرأيتها قد قدمت حياتها الباقية لتنصر الدماء وتعلن الحقيقة حتى قوضت دولة الشر فسقطت . وعرفت ان قلمي وكلماتي هي هديتهم الاقل، لاسيما وان حماتنا مازالوا يتعرضون لحملة البغاة في اعلامهم المعادي ، فناديت روحي ان لبي نداء الوفاء كما لباه الرجال من قبل واحفظي لاجيالنا القادمة ان الرجل منهم كان يترك نساءه وعياله ويشخص بروحه لله حتى وهو لا يجيد استخدام السلاح، اشهدي انهم صعدوا بصدور عارية وقلوب ملؤها الحسين ليدفعوا عنا اعتى تنظيم ارهابي عرفه هذا العصر وشاء الله لنا النصر وما شاء الله كان .

 

لبنى مجيد حسين