يا حجج الله تعالى ... لست اكتب لأي احد ، إنما أكتب لبشر يكون امة في أي وقت ، وهو أمة في كل وقت ... اكتب لعينيه الباكيتين وضفاف قلبه الرؤوف الذي تعدى ألمه كل ألم ! واكتفى بالصلاة والتقرب ، وشبع من كل الدنيا بقرص اصلب من الحجر ! لكنه كان قانعا شاكرا لنعم المحبوب المطلق .
أكتب لهوادة الأمل في مقلتيه ، وضوء الخشية ومصباح الهدى الذي لم يأفل وينطفئ مهما سعى الظلام في محو آثاره وطمسه ..
اكتب للطهارة المذبوحة ظلما والكبد الذي أدماه ظلم الليالي ومكر النهار .. اكتب للعليل الذي تحمل وعانى من السقم والألم ما لم يتحمله أحد ..
اكتب لجبل عمره كعمر الورد ، رأى من المآسي ما رأى وهو لم يتعدى الأربعة سنين من عمره الشريف .
اكتب لمخدرة أرادت أن تفدي إخوتها بمقلتيها وقدمت كل شي في سبيل الله وحده ؛ الصبر ، الولد ، الأخوة الواحد تلو الآخر .
اكتب لمتيم أَلَفَ العشق كما أَلَفَ الطفل حليب أمه ، وسعى بكل قواه ليكون العبد الصابر المحتسب بكى شموخا واعتلى المجد سموا .
اكتب لشهيد سُعد منذ ولادته حتى استشهاده بنسب طاهر بلغ سؤدده عنان السماء وأثرى الدين بعطر المسك والعنبر .
اكتب لسجين لم تقيده السلاسل بل هو من قيد السجن والسجانين وصار مثلا في الزهد والعبادة .
اكتب للراضي بالقدر والقضاء وللمدفون في ارض الغربة حيث شاءت يد القدر أن تهوى إلى محراب صبره القلوب .
اكتب للجمال في محضر العشق وربيع أفل في عز الربيع .
اكتب للهادي في نقاءه وتقواه وموطن الروح وركن الدين .
اكتب لسمي الحسن الزكي المبجل ذو النور والتقوى .
اكتب لولي الله وحجته الدامغة ونوره الكامل التام .
لأهل بيت محمد واله ، اكتب فقط ، ومن غيرهم يستأهل الوصف والثناء ؟!
السلام على حجج الدين وأعلام الورى ؛ الخيرة المنتجبين محمد وآله الطيبين الطاهرين .
رشا عبد الجبار ناصر
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري