كافرات الغضب ! نحن ؟! أغمضت عيني لأزيد من سرعة البحث عن مصداق لهذه الجملة ، وأنت ترميني بها كعقاب ﻻ اعرف ذنبه !
نعم تذكرت ... عندما صرخت بوجهي بسبب كتاب فقدته ، قلت لك أنت ﻻ تجيد شيء حتى إيجاد كتبك المبعثرة في أنحاء المنزل ، ثم أني دفعت بعضها بقدمي ولم التفت لقيمة تلك الكتب .. أزعجتني زوبعة غضبك ... يا له من موقف مخزي ؛ ثم اني عدت فجمعتها ورتبتها كالعادة حين اعتذرت مني ورحت اُلخص لك بعض البحوث لضيق وقتك !
أفهم يا ادم ، لست امرأة سيئة ؛ وﻻ أطيق الحياة بعيد عنك ، فكف عن التذمر من شراء حاجيات البيت والأولاد ومن ترتيبي ومواعيدنا وواجباتنا ومتابعتك ؛ فأن مشاعر سخطك تنعكس علي ، ربما لأني لم استقل بنفسي بعد .
لم أضعك في مكانك المناسب .. بل في مكان اكبر من حجمك وصرت أتصرف تبعا لمواقفك وسخطك ورضاك .. فكيف وأنت تعود لي كل مرة محمل بأعباء العالم ، قد أفرغت جعبتك من كل كلمات المجاملة واللطف في جلسات أصدقائك الخاصة او ربما بعثرت كثير منها على برامج التواصل الاجتماعي .
ماذا بقي لي ؟ ومني؟ هل تصدق ماذا أحاول ان أدرب عليه نفسي ؟ على عدم التأثر بمزاجك ! ستجدني انشغل بصبغ أظافري ، وأنت تقلب صفحات الفيس بوك ، او ربما سأنشغل في المشاركة مع صديقاتي بتبادل النكت حين تكون مشغولا بسماع الأخبار ، وحين تسهر خارج المنزل خذ مفتاحك ﻻني سأنام باكرا ولن انتظر .. سأطوي ملابسي حين تصرخ لسبب تافه ؛ ولكن ليس لأني خارجة ، بل لأدخلها الى الخزانة .. سمعت قديما عن امرأة كانت حين يصرخ زوجها تدخل المطبخ وتعجن الكعك ولم اصدق .. هل تخشى ان يسبب ذلك فجوة بيننا ؟ ربما ولكني لن أزعجك كما تعتقد الآن .. سيكون كل شيء هادئ .. لعلك حينها ستقول : " لماذا هكذا الحياة مملة ، اين صخب زوجتي العزيزة " .
لبنى مجيد حسين
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري