وأخيرا ... تخرجتُ ...

تخرجت ، وستنقشع الغياهب وسيبزغ نور الفجر ، وتعتلي الورقاء ...

نعم أماه ...

سأمضي الى فردوس الله ...

فلا تحزني ...

فقط حان الوقت كي أدرك الفتح ...

بعد ان كنت أمامهم كالسبع الضاري !

أماه ...

ما أحلى الشجاعة !

وما أحلى ان ترتوي الأرض بدمي ...

وتكون منه قانية .

نعم ... سيكون ذلك ، فهذا دربي ، ولا رجعة لي فيه .

لأن لي ورفاقي ، مع الموت فلسفة ...

فلسفة ان " لا نخشاه أبدا " ...

بل " يخشانا هو " !

فها هم أصحابي كلهم هناك ...

هناك عند ضفة الفردوس .

وأنا الوحيد هنا !

اشتقت إليهم ..

فدعيني أذهب إليهم ...

ولا تخافي علي ، فقد سمعت ان لحظة الشهادة كدغدغة الفراشة .

أماه ...

لمَ هذه الدموع ؟

إلا تريدين ان تواسي حبيبتك الزكية ؟؟؟!!!

إلا تريدين ان يكون لك معها جوار عند الله ؟؟؟!!!

فلا تتألمي ...

لأني " لا ارى الموت إلا سعادة " و" شهادة " ...

نعم ...

فقد تعلمت منك أن " الشهيد نجمة الليل لمن تاه عن الطريق " ...

فلا تلبسي علي سوادا ! لأني لم أمت !

نعم ... أن حي ...

وسأخبرك عما حدث ليلة البارحة ...

كان صديقي " عباس " جريحا يتعكز على عود ياسمين !

كان يقف في طابور الشهداء ...

ينتظر الأذن بالشهادة .

إلا ان القائد " الحسين" ابلغه بأن " دورك لم يحن بعد " ! .

أما أنا ، فقد تخرجت للتو من معركة " الأحرار " ...

بعد ان قبلني " الحسين " وامهرني " علي " بختم الشهادة ...

 تخرجت بـ " امتياز " ، وصار اسمي " شهيد " ...

آه . لو تعلمين أية بشرى زفت الي ما أن أغمضت عيوني من هذه الدنيا الفانية ؟

لو تعلمين ذلك لضحكت لي دموعك  فرحا .

نعم أماه ...فالحسين هنا يعانق الأحرار ...

 المهندسة زينب الجيزاني