هناك ...

عند لحظة احتضار التأريخ ...

حيث الدمع المطري الأحمر ... 

هناك ...

عند حافة الرؤيا في ليلة اللا منام ...

حيث النواح المموسق بالكبرياء ... 

هناك ...

عند الطريد اللعين ...

حيث العهر الأموي  ... 

براءة مكلومة ، وطهارة مستشهدة ، وآهة مخنوقة على أعتاب الطست الدموي المضاء بنور الله .

وسفر الموت يجمع الحبيبين ، رقية وحسينها ، عند زمزم الطست وظلال اجنحة القابض . 

أبتاه . أبتاه .

الشوق اليك يناديني .

وليس من احدا يبلغك مني السلام ، ويرسله على اثير السرعة ، الا حنو ملك الموت ...           

آه ... يا سفير الله " عزرائيل " ما احنّك ، وما انعم اجنحتك ، وهي تختطفني برحيل الى صدر الحسين !!! 

عفوا ، لا صدر له إذ رضته خيول العدى .

نحر الحسين !!! ربما لا نحر له فقد تقلّبته الرمضاء وقضبان الظلمة .

في الشامِ في مثوى اميةَ مرقـدُ                   يـنـبـيك كيـفَ دم الشهــادةِ يخلـــدُ

صرحٌ من الإيـمـانِ زهـوُ أميةٍ     وشمـوخ دولـتها لـديــه يسجـــــدُ

رقدتْ به بنتُ الحسينِ فأصبحتْ                  حتى حـجارةُ ركــنــِهِ تــتـوقــدُ

كـانــت سبـيـةَ دولةٍ تـَبـنـي على                       جـثـث الضحايا مجدها وتشـيـدُ

حتى اذا دالـتْ تــساقـط فـوقَـــها                      بأسُ الحـديدِ وقام هذا العـسجــدُ

هيا اسـتـفـيقي يا دمشق وايقضي                    وتراً على وضـرِ القمامةِ يرقــدُ

واريهِ كيفَ تربعتْ في عرشهِ                          تلك الدماءُ يضوعُ فيها المشهــــدُ

من كان يعدلُ ميل بدرِ امسُهُ   فُــلت صـوارمُه ومال بـه الـغـــــدُ

ستضلُ هندٌ في جحيم ذحولها                        تجتر أكــبادَ الهُــــدى وتعــربــــــدُ

ويضلُ مجدُك يـــا رقيةُ عِبرةً   للــظالمين على الــــزمان يُخلـــــدُ

يَذكو به عطر الأذان ويزدهي بجلال مـرقـده الــــــنـبي محـمــد

وعليه أسرابُ الملائِكِ حُوَّمٌ     وهـمـومُ أفـئـــدةِ الـمـوالي حُــشَّــــدُ

يزهو على تاريخهِ : بسمائها    صــرحٌ على بنت الحـسين مـمـردُ

 

بلاسم الشمري