عند الحديث عن عقاب الأطفال في عمر السنتين أو في حدود هذا العمر، فلا يجب التفكير على أنه عذاب لإلحاق الأذى الجسدي أو النفسي بالطفل أو ما شابه؛ بل هو وسيلة لتعليم الطفل وتوجيهه إلى الصواب، وجعله يكره الخطأ الذي ارتكبه، ولكون الأم في المراحل الأولى من عمر الطفل بمثابة معلمة ومرشدة اجتماعية فيجب أن تعلم الطفل السلوكيات الصحيحة، وكيفية التعامل مع الآخرين بثبات وصبر وحب.
طريقة عقاب الطفل في عمر السنتين :
1. الثبات اذ يعد الثبات أهم سمة من سمات الأم الناجحة، والتي تنجح تقنيات العقاب التي تقوم بها مع طفلها ذي السنتين من عمره في كل مرة؛ لأن الطفل في هذا العمر قد يحتاج إلى سماع الأمر مئة مرة حرفياً حتى تصل له الرسالة ويستوعبها، ولذا على الأم أن تثبت على قرارها كل مرة، ولا تلين لطلبات طفلها حتى وإن طلب منها الطلب نفسه عدة مرات، فمثلاً لو عاقبته بطريقة الحرمان من برنامجه التلفازي المفضل فعليها أن تستمر على قرارها بالحرمان لأطول فترة ممكنة، وألا تلين لبكائه، بل عليها أن تكرر قرارها بأنه محروم من مشاهدة التلفاز؛ لأنه كان مشاغباً مثلاً، ولا بد من عقابه حتى يترك السلوك السيئ ويستبدله بالأحسن.
2. التذكير والتوجيه لا بد من التذكير بأن آخر ما يحتاج إليه الطفل عند قيامه بسلوك خاطئ هو محاضرة طويلة عن السلوكيات الصحيحة والخاطئة؛ لأن تفكيره لن يكون مع والدته في معظم المحاضرة ولن يستوعب أكثر الذي يقال له، بل يجب أن تقول له الأم لفظة (لا) بكل حزم وقوة، ويمكنها أن تشرح له بكلمات بسيطة تناسب عمره عن سبب منعه، وأن توجهه بعد ذلك إلى سلوك بديل صحيح عن السلوك الذي كان سيقوم به؛ لأن الطفل بهذا العمر سريع التشتت، ويمكنه أن يجد بديلاً عما حرم منه، فلا يشعر بالفقد.
3. طريقة كرسي المشاغبين تعد تقنية كرسي المشاغبين أو ركن المشاغبين مناسبة للطفل ذي سنتين إن تمكن من فهم الفكرة، وعلى الرغم من كون هذه التقنية ناجحة مع الأطفال الأكبر من عمر ثلاث سنوات إلا أنها قد تأتي بنتيجة مع العمر الأصغر إن أوصلت الأم الفكرة الصحيحة لطفلها، والتزمت بفترة ثلاث دقائق على الأقل في ركن المشاغبين حتى يهدأ، ويجب ألا تكون غرفته هي ركن المشاغبين المخصص له حتى لا يربط غرفته بالعقاب ويكره الذهاب إليها أو النوم فيها وتعاني الأم من مشكلة أكبر، وينصح أن ترافق الأم طفلها إلى ركن المشاغبين حتى يهدأ بشكل أسرع من دون أن تتواصل معه أو تلين لطلباته وبكائه. تجنب الضرب مهما كان الطفل مشاغباً ومهما كانت السلوكيات التي يقوم بها سيئةً فيجب ألا يُضرب بتاتاً؛ لأن الضرب والأذى الجسدي والنفسي يجعل الطفل خائفاً من والديه، وبالتالي يمكن أن تشكل لديه عقدة نفسية دائمة قد تولد سلوكيات أسوأ مرتبطة بالحقد ورد الأذى بالأذى.
الاستشارية حنين الحسناوي / مركز الإرشاد الأسري
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري