تُعدّ عادة قضم الأظافر من أكثر السلوكيات المنتشرة بين الأطفال، وغالبًا ما تسبب لهم مشكلات نفسية واجتماعية، إذ قد تؤثر على علاقتهم بالآخرين وتجعل أصدقاءهم ينفرون منهم، الأمر الذي ينعكس سلبًا على ثقتهم بأنفسهم وشعورهم بالقبول.
الأسباب وراء قضم الأظافر تتعدد الدوافع التي تقف خلف هذا السلوك، ومن أبرزها:
1. الشعور بالحزن أو الإحباط نتيجة عدم القدرة على تحقيق ما يرغب به الطفل.
2. ضعف الانسجام الاجتماعي والعائلي مما يجعله يلجأ إلى هذا السلوك كنوع من التعويض.
3. التعرض للعنف أو الضرب، وهو ما يترك أثرًا نفسيًا يدفعه للتفريغ عبر قضم أظافره.
كما قد يتأثر الطفل بما يراه في محيطه؛ فإذا شاهد أحد أفراد العائلة يقضم أظافره، فمن الممكن أن يقلده، خطوات عملية للتغلب على المشكلة
حتى يتمتع الطفل بأظافر سليمة وصحية بعيدًا عن أي تشوهات قد تؤثر في نفسيته، يمكن للوالدين اتباع الإرشادات الآتية:
1. الاهتمام بقص الأظافر باستمرار للحفاظ على مظهرها الجميل ومنع الطفل من قضمها.
2. منح الطفل الاهتمام العاطفي والمعنوي حتى لا يشعر بالحزن أو العجز.
3. تشجيع الطفل على تكوين صداقات وبناء علاقات اجتماعية إيجابية.
4. تهيئة جو عائلي هادئ بعيد عن الصراخ والمشاحنات.
5. إشغال يدي الطفل بأنشطة يدوية وعضلية مثل الرسم، التلوين، اللعب بالصلصال، أو الأعمال الحركية التي تبعده عن قضم أظافره.
6. الحوار مع الطفل حول أضرار هذه العادة ومحاولة إقناعه بأسلوب محبّب للتخلي عنها.
مبادئ تربوية أساسية
إلى جانب معالجة هذه المشكلة، هناك مجموعة من المبادئ التربوية التي ينبغي للوالدين اتباعها من أجل تنمية شخصية طفلهم بشكل سليم:
1. تجنّب الوصف السلبي: لا يجوز وصف الطفل بصفات محبِطة مثل "غبي" أو "فاشل"، فهذه الكلمات قد تترسخ في عقله وتؤثر على ثقته بنفسه.
2. منح الفرصة للتجربة: على الأهل أن يتركوا أبناءهم يواجهون بعض المواقف بأنفسهم ليتعلموا الاعتماد على الذات.
3. تعزيز المسؤولية: لا ينبغي حل جميع مشكلات الطفل بالنيابة عنه، بل يجب تشجيعه على مواجهة التحديات بنفسه.
4. وضع قوانين وحدود واضحة: الطفل يحتاج إلى أن يعرف ما هو مسموح وما هو ممنوع، مع ربط ذلك بنظام ثواب وعقاب معتدل.
5. المرونة في التربية: الابتعاد عن فرض قيود صارمة في اللعب أو الكلام، مع توجيه الطفل بأسلوب إيجابي عند الخطأ.
6. المتابعة الواعية: من المهم مراقبة الطفل دون التدخل في كل تفاصيل حياته حتى لا يشعر بالضيق أو التذمر.
7. تنمية العلاقات الاجتماعية: مساعدة الطفل على تكوين صداقات طيبة تعزز من مفاهيم الصحبة الصالحة.
8. المدح والتقدير: تشجيع الطفل على كل سلوك إيجابي يفعله يعزز من ثقته بنفسه.
9. انتقاد السلوك لا الشخصية: بدلاً من قول "أنت سيئ"، يُفضَّل توجيه النقد إلى السلوك نفسه فقط.
10. الإصغاء الجيد للطفل: إعطاؤه الفرصة للتعبير عن نفسه والشعور بالاهتمام بكلامه.
11. إظهار الفرح بإنجازاته الصغيرة مهما بدت بسيطة.
12. الابتعاد عن العنف: عند وقوع الطفل في حادث أو إصابة أثناء اللعب، ينبغي تعليمه كيفية تجنبها مستقبلاً بدلاً من معاقبته.
13. عدم إجبار الطفل على الطعام بالقوة.
14. مشاركة الطفل في اللعب والأنشطة الترفيهية، وهو ما يعزز من شعوره بالاهتمام الأسري.
15. القيام برحلات ونزهات مشتركة، لما لها من أثر في زيادة سعادة الطفل واستقراره النفسي.
16.إشباع حاجته للحب والحنان: يجب أن يُغذّى الطفل بالتربية العاطفية منذ نعومة أظفاره، مع مراعاة احتياجاته في كل مرحلة عمرية.
قضم الأظافر ليس مجرد عادة بسيطة، بل قد يكون مؤشرًا على احتياجات عاطفية ونفسية لم تُشبع، وعلاج هذه المشكلة لا يكون بالضغط أو العقاب، بل بالاهتمام والحوار والاحتواء، فحين يشعر الطفل بالحب والدعم والثقة، سيجد بدائل صحية للتعبير عن نفسه، وسينمو بشخصية متوازنة قادرة على مواجهة الحياة بثبات واطمئنان.
المرفقات
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري