عالقٌ في الأسطرِ الأولى،
وحيداً تتبعثر،
واحتيالاتٌ على بوَّابة الريحِ،
وهذا البوحُ تدوينٌ مشفّر.
أغلق الأبوابَ،
في مدرسةِ الشعر مرايا الأبجدياتِ،
وفانوسُ القوافي يتكسَّر.
أي طوقٍ سوفَ يحميكَ من المدِّ،
فلا الساحلُ ياقوتٌ،
ولا الأمواجُ مرمر.
ها هنا عاصفةٌ، سيلٌ، وطوفانٌ،
ولو أمعنتَ بالسيرِ فإن الحالَ أخطر.
لو تعملقتَ، تعملقتَ،
ففي حكمِ المسافات مدار العشق أكبر.
ممعنٌ في التّيهِ، قل لي،
أيها المجنون، ما خطبك؟
هل تطلبُ: "ح ي د ر"؟!
خانك التجريدُ، والتحليل، والتركيبُ،
والتمثيل، والتأويل، والتفسير، والتنجيم،
والإلهامُ، والإحساس، والفكرُ المصوَّر.
خانك التعبيرُ، والإملاءُ، والإعرابُ،
والوصفُ، على الوصفِ تعذَّر.
لا فتى إلاهُ،
من قبل البداياتِ، وأنوار الكمالاتِ،
وقبل العالمِ الناسوت والذر.
يحتويه الكونُ، أم أنَّ احتواء الكون،
في إعجاز معناه تحيَّر؟
كان في آدم تكبيراً،
له نبضُ القداساتِ، وفي إدريس تهليلاً،
إلى عرشِ السماوات،
وفي يونس مذ نادى ببطن الحوت،
تسبيحاً وأكثر.
بل سناهُ الهالة النوراء،
تفتضُّ ستار الغيب، في مركب نوحٍ،
فإذا الجوديّ من بين ثقوبِ الموت معبر.
يوسفيّ الحسنِ، لا يؤتى بمقياس الكناياتِ،
وهل يوصف بالبدر الذي من وجنتيه البدرُ أسفر؟
ممعنٌ في التيه، قل لي،
أيها المجنونُ، ما خطبك؟
هل تطلبُ حيدر؟
اخلع النعلين، هذا منتهى الأقداسِ،
والطورُ على الطور تكوّر.
والتمس ناراً، ففي بوتقة العشق،
أمانيك وأحلامك، للصَّبوة مجمر.
لا تقل شيئاً، فبحرُ الصمتِ في الدهشة،
يا مغرور، أغزر.
هل بوسعِ الصمت أن يشرحَ لغزاً لا يُفسَّر؟!
أيّ كنهٍ ضارعَ الإنجيلَ إيماناً،
تبنَّى فكرة التوراة،
دوّاراً مع القرآن ما دار،
ففي المُحكمِ تفسيرٌ،
وفي مُشتبه الآياتِ تأويلٌ خرافيٌّ،
إذا قاربهُ الأعمى تبصّر.
بل هو القرآنُ، يا هذا،
فهل يُستحضرُ القرآنُ في نصٍّ هلاميٍّ؟
ومن ثامنِ بُعدٍ مستحيلٍ كيف يحضر؟
ليس تؤتى سورةٌ من مثله،
لو جمع التاريخُ رهباناً، وأحباراً، وأعراباً،
وتتاراً، وبربراً.
لا فتى إلاهُ، والسيفُ على الموت،
وفي الموت، وبالموت، تجبّر.
عبقريُّ النصلِ، مفتولُ الكرامات،
ببدرٍ لملمَ الحلمَ السماويَّ،
وقاد النصرَ للنصرِ المؤزَّر.
وهو كالضمّادة الأحنى،
إذا في "أحد" يوجع قلبُ الدين،
والخاطرُ يُكسر.
صبَّ في الخندق أسرارَ الأخاديد،
وإن يلتحم الضدَّان، نارُ الله تسعَّر.
كيف لو أنبئكَ خيبر؟!
شبحُ الغولِ، وبرمودا الخرافات،
ولا العنقاءُ، والماردُ يُذكر.
فهو أسطورةُ حربٍ ليس تُقهر.
ممعنٌ في التيه، قل لي،
أيها المجنون، ما خطبك؟
هل تطلبُ حيدر؟
مهجةٌ عطشى، وهذا القيظُ جبّارٌ،
ومن قسوته حتى غصونُ القلبِ تصفرّ.
وعلى "خمٍّ" غديرٌ،
لؤلؤيّ القطرِ، شهدٌ، زعفرانُ الذوقِ،
مختومٌ بسكَّر.
كلُّ شيءٍ زبدٌ، إلاهُ،
من خلف تلال الملحِ كوثر.
فارتمس، واملأ كؤوسَ الروح،
صبّاً مغرماً بالرشفة الأولى،
ومن يعلولها الأندى تطهّر.
"والِ من والاهُ"،
أسرابُ حماماتٍ، سلامٌ،
فادحُ الصدق، وفي داخلك النورسُ بالتحليقِ أجدر.
كن على الوعدِ الإلهيّ،
وزمزم غيمةَ "الإنسان"،
واحصد روضةَ "الدهر"،
ورتِّل "نبأ" العزةِ، واطرق مسمعَ التاريخ،
لو مرّ.
ممعنٌ في التيه، أفنيتَ على اللوحةِ،
حبرَ العمر، من ريشِ انفعالاتك،
والومضةُ من دمعك تقتات،
ومنك الفنُّ بالجوع تضوَّر.
طاعنٌ في الوهم،
ما ضرّك لو تكفرُ بالألواح؟!
ترنيمُك منقوصٌ، ومنسوخٌ،
وكالعادةِ بالٍ ومكرّر.
لا تكن عبئاً، ودع شاعرك المهزومَ،
في أروقةِ الألحانِ يُقبر.
ممعنٌ في التيه،
هذه خيبةٌ أخرى،
فرتّب كلَّ أشيائك، وارحل من رؤى الإيقاع،
لا يُسعفك الشعرُ،
ولا حتى بـ"قمبر"!
المرفقات

واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري