في خضم هذه الحياة بدواماتها المختلفة وصراعاتها، لا يحتاج كل منا غير موقف، تكتنفه البساطة بأنواعه: غضب، كلمة، حنو، تذكير، صفعة، وأحيانًا إشارة، وقد حتى صمت، له تأثيره العميق الذي يغنيك عن ألف مائة أو يزيدون من الأشخاص.

فكم من مشكلة تم حلّها بموقف بسيط صدر من شخص حكيم يعرف كيف يوازن الأمور ويعيدها إلى نصابها، وكم من مشاعر فارقت الحياة فاحياها أحدهم بإطمئنان في محله، وكم من دموع مسحتها كف تهمس: (أنا هنا)، وضياع وجده احتواء في محله، أو شهامة جاءت صادقة دون ادعاء، ألسنا من ابتسامتنا صدقة؟ أوليس "قول الرجل لزوجته: أحبكِ لا يذهب من قلبها" حديث لنبينا؟ أين كل ذلك؟

تلك التساؤلات أخذتني خلال بحثي في دائرة التنفيذ وأنا أراقب كيف تجري الحياة، وكيف أن كثيرا من المشاكل لا تحتاج سوى لآية (حكم من أهله وحكم من أهلها)، وبعضها لا يتعدى حدود حلّها عن الاستماع، وتلك التي حلولها تعود إلى قيام كلّ فرد بواجباته، وغيرها ثغرة وضع الحدود هي التي شكلت الخطر على بناء الإنسان.

كل ما سمعتُ هناك كان يثير استغرابي، أيضع الإنسان نقطة النهاية قبل تمام الجُمل؟ ماذا لو أتعب نفسه لقراءة تلك العبارات وفهم فحواها؟ ما كان كلّ أكمل كتابه بالتي هي أحسن، واضعًا قوله تعالى: (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِالنَّفْسِ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) نصب عينيه.

أنهيتُ بحثي قبل بدايته، ووضعت مخرجًا واحدًا: هو أننا ابتعدنا كثيرًا عن (كتاب الله وعترتي)، لذلك أهدينا أنفسنا إلى الضلال، ومن يريد غنى مواقفه فليتدرع في نهج حكمة آل البيت (عليهم السلام)، والتزود بأحاديثهم، فلكل مشكلة حل يجده من يريد إيجاد الحلول!