يختلف كل طالب عن الآخر بطريقة الاستعداد والتهيؤ للامتحانات، وهناك من يقع بعدة أخطاء ما يقف عائقاً بتحقيق النجاح، وفي هذا العدد سنتعرف على أهم الخطوات لتجنب الوقوع في الخطأ، وأساليب الإعداد للامتحان.
ترى المعلمة فاطمة حسن أن من ضروريات هذا الاستعداد، هو التخطيط مسبقاً وتدوين المهمات اليومية، وعمل خطة للمذاكرة، واختيار المكان المناسب بعيداً عن المغريات، والتركيز والابتعاد عن الازعاج، وإغلاق الهواتف المحمولة والموازنة بين الحفظ والفهم، لا سيما وأن ليس كل ما يقرأه الطالب يحتاج للحفظ، كما من المهم أثناء المذاكرة كتابة ملخصاً يعود إليه بعد الانتهاء من القراءة، والحرص على النوم الكافي.
مضيفة: "ومن الضروري أن يبتعد الطلبة عن التوتر، والانتقاص من الذات ورؤية انفسهم بأنهم غير قادرين وغير اكفاء على تحقيق النجاح، بل عليهم الثقة بالنفس والقراءة بجدارة واصرار، وتشكل تلك العوامل جزء من اجتيازهم للامتحانات، كذلك من المهم طرد المخاوف، والتذكر بأنهم خلقوا ليكونوا الأفضل، إضافة إلى القيام بإعداد جدول للقراءة، والتدريب على حل أسئلة الامتحانات السابقة، والمحاولة قدر الامكان الاطلاع على جميع الاسئلة الخاصة بأي حصة دراسية يرغب الطالب بقراءتها، وتكوين مهارات وتخمين الاجابات، وعدم مناقشة أجوبة الامتحانات مع الزملاء بعد الخروج من قاعة الاختبار، إذ أن ذلك سيؤثر سلباً على امتحاناتهم القادمة، كما يجب على الطالب تنظيم وقته، وهذا يعتمد عليه بترتيب الساعات والأيام، ومن الجدير بالذكر أن القراءة وقت الصباح مهمة جدا، ثم أخذ قسطاً من الراحة، والعودة من جديد للقراءة.
استعداد مبكر
ويؤكد الطالب الجامعي أحمد حميد على أنه يستعد للإعداد الجيد والمبكر للامتحانات، لاستيعاب جميع المواد التعليمية، ووجود الوقت الكافي للحفظ والفهم، لا سيما وأن الذاكرة البعيدة المدى تساعد على التذكر بسرعة أفضل، وهي عكس القصيرة المدى التي ترتفع فيها نسبة النسيان بشكل أكبر، كما وسأقوم بتبسيط المعلومات أو تجزئتها وتفكيكها، ومعرفة صعوباتها، لتساعد على الفهم السليم والاستيعاب، وتجهيز مكان ملائم للقراءة بعيداً عن الفوضى والضوضاء، وتنظيم الوقت وشرب الكثير من الماء، وممارسة الرياضة والقراءة مع أصدقائي، لإعطاء نتائج إيجابية في الامتحان.
وأشارت الطالبة في مرحلة الاعدادية سارة حسين إلى أنها تستعد للامتحانات بالتزامها بعدة أمور، ومنها عدم السهر والنوم مبكراً، والتقليل من المشروبات المنبهة والكافيين، وتناولها بتوازن من دون الأفراط بها، وتخصيص وقت لقراءة كل مادة دراسية، مع التركيز والانتباه من دون أي مشتتات، والحفاظ على نظام غذائي منتظم وصحي، والتأكيد على تناول وجبة الفطور جيداً قبل الدخول لقاعة الامتحان، والمحافظة على ممارسة الرياضة والقيام بالتمارين الهوائية، كالمشي السريع أو الجري ثلاث مرات في اليوم، والتخفيف من التوتر والقلق وتصفية الذهن.
وقالت الطالبة المتفوقة في مرحلة الثانوية غدير عباس، أن هناك عدة خطوات تتبعها للاستعداد قبل خوضها أي امتحان وتحقيق النجاح به، ومنها القراءة لمدة خمسة وعشرون دقيقة، ثم أخذ خمس دقائق للراحة، ومن ثم العودة مجددا للقراءة، وتحتاج تلك الطريقة للتركيز وتحديد الأهداف كحل خمس مسائل رياضية، أو قراءة اربع صفحات من المادة الدراسية، أو وضع الحلول للتمارين، كذلك شرح ما قمنا بتعلمها للآخرين، ويساعد هذا الأسلوب على حفظ المعلومات وتذكرها أثناء الامتحان، والبحث عن الإجابات للأسئلة، كما أن الاصرار والعزيمة على تحقيق الطموحات يلعب دوراً مهماً في تحقيق النجاح، ومن الخطوات الأخرى هي البدء بقراءة المواد التعليمية السهلة، ومن ثم الصعبة، وتدريب المخ على استعادة المعلومات في كل وقت وفي أي مكان، والحد من القلق والرهبة في قاعة الامتحانات.
اخطاء
أما الأستاذ عبد الله العلاوي فلفت إلى أن هناك أخطاء يقع فيها الطالب أثناء الامتحانات وعليه تجنبها ومنها، قيام بعض الطلبة بتظليل المادة التعليمية بقلم التلوين، والصحيح هو تظليل فقط الامور المهمة، والتي لها قيمة كالأمثلة أو الأشياء الضرورية، التي قام المدرسين والمعلمين بالتنبيه على أهميتها، كما أن بعض الطلبة غير قادرين على جمع المعلومات المهمة قبل الامتحان، كذلك القراءة بمفردهم وهذا خطأ، كون أن المذاكرة الجماعية هي أهم لتبقى المعلومات في أذهانهم ويتذكرونها في وقت الامتحان، ويمكن للطالب الدخول مع طلبة آخرين في أحدى المنصات الإلكترونية التعليمية للقراءة معهم، ومن الأخطاء الأخرى هي القراءة والمذاكرة في ليلة الامتحانات، وتسبب بعدم الفهم والحفظ والتوتر، وحشو المعلومات بعشوائية في المخ من دون ترتيب، وسيؤدي ذلك لعدم النوم جيدا، ما يؤثر على الطالب في الامتحان، وسيصبح لديه قصور في استدعاء المعلومة، والخطأ الآخر هو القراءة وقت الليل، فكثير من الطلبة يقومون بذلك، معتقدين أنهم أكثر قدرة على المذاكرة في
هذا الوقت من اليوم، ولكن ستنقلب الموازين، كون أن الإنسان في الليل أقل طاقة، مع وجود الكثير من المغريات، كالهواتف والاتصالات وألعاب الفيديو، ووجود دافع للنوم أقوى.
عوامل
د. عبد الكريم خليفة، أخصائي نفسي وباحث اجتماعي بين: "في الحقيقة العوامل النفسية والاجتماعية مهمة جدا، كونها تزيد من استعداد الطلبة والتلاميذ للامتحانات، وبالتالي الاستعداد النفسي هو القدرة على تجاوز الصعوبات والمخاوف، فحين يقرر الطالب أنه قادر على تجاوزها، وتهيئة ظروف مناسبة لعملية النجاح، إضافة إلى خلق مناخ نفسي ملائم، ما يؤدي إلى زيادة دافعيته، وأيضا زيادة قدرته على التعلم، وحفظ المعلومات في الذاكرة طويلة المدى، لذلك تلك العوامل تعد جانب ضروري لنجاح الطلبة، أما من الناحية الاجتماعية اعتقد على الأسرة يقع عبئ كبير في تهيئة الجو المناسب، ومنها الابتعاد عن الزيارات والمشاركة في المناسبات، والتخفيف من استقبال الضيوف، والحد من المشكلات الاجتماعية الموجودة داخل الأسر كالخلافات والمشاجرات، وتشجيع الأبناء الطلبة على القراءة، وخلق بيئة اجتماعية سليمة لهم، كون أن الجوانب النفسية والاجتماعية والمعرفية، تساهم في تحقيق التفوق، واي خلل فيها سيضعف من استعداد الطالب للامتحان، وبالتالي تحدث صعوبات التعلم وتظهر التحديات أمامه.
المرفقات

واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري