شاع وانتشر مؤخرًا مفهوم الذكاء الاصطناعي، وهو تقنية حديثة منشؤها بلاد الغرب، والغرض منها تقليل الجهد على مواطنيهم المستجدين والمنخرطين في سوق العمل، وذلك يعني أن هذا النظام ابتكره الغرب لتقليل الجهد عن العاملين بسبب الوقت الطويل والجهد، فهو بذلك أشبه بتقديم نوع من المساعدة لمواطنيهم، ولأن الغرب قد سبقونا في تحويل حروف لغتهم إلى حروف ضوئية، وأخذوا طريق التطور في التكنولوجيا خطوة بخطوة في الاتجاه الصحيح، فهم دائمًا يحاولون تذليل الصعوبات لمواطنيهم، وقد أكد الأمر الدكتور مشتاق عباس معن في يوم الاحتفاء باللغة العربية في كلية العلوم الإسلامية – جامعة بابل، في معرض حديثه عن الرقمنة ولغتها وسبب كون اللغة العربية غير مدعومة للأنظمة الحديثة، ولماذا لم يدعم من وضع النظام اللغة العربية؟ يقول الدكتور مشتاق: "لأن همهم أبناء بلدهم وتسهيل أعمالهم، فلماذا قد يفكرون بغيرهم؟"

أما العرب فأخذوا هذه التقنية عن طريق الترجمة المباشرة، وكُلّنا نعلم طبيعة الحروف العربية واختلافها عن اللغة الإنجليزية، فلا يمكن أن يتم الأمر عن طريق الترجمة، وإنما يحتاج إلى أنظمة حاسوبية متخصصة في اللغة العربية من الأساس، وسيجد الأمر واضحًا من حاول استعمال تطبيق الـ ChatGPT، وهو بذلك يلغي مصطلح الذكاء الاصطناعي؛ لأننا إذا عدنا إلى مفهوم الذكاء، فنجده صفة يتمتع بها البعض ويفتقر لها آخر، فهي بذلك ربانية، إذًا كيف يكون الذكاء اصطناعيًا؟ فهنا لا مناص من تسمية أخرى توائم هذا العلم، وقد تحدث عن هذا الأمر الدكتور حسين القاصد في كتابه "أسئلة النقد الثقافي" ووسمه بـ (نسق الاستغفال، أو الغش الإبداعي). وقد ذكر في الكتاب حوارًا كاملًا أجراه الدكتور وسام العبيدي مع الـ ChatGPT، وكيف أن الدكتور وسام العبيدي قد صحح لتطبيق الغش الإبداعي معلوماته غير الصحيحة، وبهذا أثبت أن هذا البرنامج لا يمت إلى الذكاء بصلة.

أما تداعيات الذكاء الاصطناعي فتتفشى في قطاع التعليم بشكل كبير، فأصبح الطالب في مرحلة الدراسة الأولية يلجأ إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي للقيام بالواجبات المطلوبة منه، ويكون الأمر أكثر سلبية عندما يلجأ إليه طالب الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه) ليكتب له مباحث وفصولًا من رسالته. فكيف بمَن لم يكتب رسالته يصبح مشرفًا على بحوث ورسائل؟ أما في مجال الأعمال فيذكر موقع "اليابان بالعربي" أن النشاطات الإجرامية أصبحت كثيرة ولا يمكن السيطرة عليها بسبب تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتطبيق الـ ChatGPT على رأس القائمة، ويتم الأمر عن طريق مجموعة من البرامج لتتم الجريمة بشكل مجهول.

لذلك نقول بوجوب تقييد هذه التطبيقات؛ لأنها تأخذ بمجتمعاتنا وأوطاننا نحو الهاوية. ويذكر الموقع -سابق الذكر- أنه من الممكن أن نشهد زيادة في التحريض على الانتحار والكراهية، والتحريض الطائفي، فضلًا عن سرقات الحسابات البنكية والشخصية.

إذًا، العملية معقدة وتحتاج إلى جهد مكثف من قبل أكفاء اللغة العربية في جميع البلاد العربية، فضلًا عن الوقت وبذخ الأموال حتى نقترب إلى التقنيات العلمية الحديثة في بلاد الغرب.