كثيراً ما ترِدُ على لسان ربات البيوت عبارات التذمر وملامح الضجر من أعباء اﻻعمال المنزلية وكثرة المهام المفروضة عليهن ؛ وفي اﻻغلب يشعر معظمهن بأنهن لم يتممن أعمالهن على أكمل وجه ؛ أو أنهن ﻻ يستطعن إتمامها أصلا بسبب ضغوط الحياة اليومية او بسبب ضعف قدراتهن الجسدية على إتمام ذلك .

أن نظرة المرأة ـــ أي امرأة ـــ إلى اﻻعمال المنزلية ـــ وفقا لذلك ـــ هي في اﻻصل نظرة خاطئة ؛ لأنها تفرض عليها شعور بالانكسار وهو ما قد يرتب عليها مشاكل عائلية ؛ ويفرض عليها حالة من التوتر داخل المنزل ، لأنها والحال هذا ؛ تتصور بأنها ملزمة بتوفير الراحة لكل أفراد عائلتها على حساب راحتها ، مما يدفعها لعدم الاهتمام بأمورها الشخصية ، وهو ما قد يشعرها بعدم وجود من يسندها ويساندها او يقدر جهودها ، في حين لو أنها نظرت لهذه اﻻعمال من زاوية اخرى لوجدت فيها جانبا ايجابيا جليا ، كقدرتها على تحويل هذه الواجبات الشاقة في نظرتها السلبية لها الى نشاطات رياضية تجعل منها أكثر رشاقة وحيوية ؛ وبذلك تقلل الضغط النفسي عليها ، فبدل ان تفكر بكثرة حركتها في البيت لتأدية اﻻعمال وشعورها بالتعب ؛ يمكن ان تقنع نفسها بان تلك الحركات ما هي اﻻ ترميم للياقتيها البدنية وبالتالي صحتها قبل أن تكون عبئاً عليها ، فضلا عن كونها ـــ الأعمال المنزلية ـــ ستحول البيت إلى مكان مرتب ونظيف وبيئة مناسبة لحياة عائلية سعيدة ، فمن المعروف ان الراحة النفسية داخل المنزل تبدأ من اﻻم فهي المربية والزوجة والمدبرة في ذات الوقت ؛ فإذا ما  قررت أن تعطي معظم وقتها لإسعاد أسرتها ﻻ يعد هدرا للوقت او تبخيسا للصحة ؛ بل على العكس ؛ سيمنحها ذلك انعكاسات نفسية وجسدية رائعة ، فهي سترضي بذلك نفسها وعائلتها ودينها الذي لطالما ذكّر بمسؤوليتها اتجاه العائلة .

لذا ... فبقدر ما تكون المرأة واعية ومثقفة وذات مسؤولية عالية اتجاه مجتمعها الصغير ـــ اقصد الأسرة ـــ  ومنزلها ، ستكّون بذلك كيانا اسريا رائعا مليئا بالحب والطاقة الايجابية ؛ وسينعكس ذلك على أنتاجها لأفراد ايجابيين وفعالين إلى مجتمعها الكبير ؛ وستكون بذلك أكثر استقراراً ، ما يجعل منها إنسانة مليئة بالفخر والحياة .

ايمان كاظم الحجيمي