الحلقة الأولى
من البديهي أنه لا يمكن احداث اي تغيير اجتماعي أو تحقيق أي رقي انساني ما لم يتم توجيه المجتمع كله في طريق الارتقاء والنمو والتطور وهذا يعني تحريك شرائح المجتمع كله لما فيه خير ونهوض المجتمع، وبمعنى آخر لا تبقي اي شريحة في المجتمع تعيش على هامش الاقصاء أو التجميد أو الركون إلى عوامل الاحباط والتراخي والكسل، وبهذا تحدث حركة لا بد وان تؤدي إلي حدوث التغيير الايجابي المطلوب للمجتمع.
وإن كانت المرأة تمثل نصف المجتمع فإنه بتوجيه هذه الشريحة إلى اليات الارتقاء يتم الانطلاق نحو ارتقاء المجتمع كله، فهي كل المجتمع في التوجيه والتقويم، كما إنها فاعلة ومؤثرة في العناصر الفاعلة وعناصر المجتمع الاخرى، وهي صانعة الحياة الاجتماعية لكونها مهداً ومحضنا لإعداد الجيل الصالح الذي يقوم بتدعيم ركائز الاستخلاف الرباني في الارض.
ولا ننسى ابدا ان الاهتمام برقي الشريحة النسائية سوف يمهد لها مشاركة فعالة في المجتمع سواء على الصعيد الثقافي او السياسي او الاجتماعي، كما إنها تعكس صورة المرأة الايجابية التي تعيش مع وإلى المجتمع ضمن دائرة المسؤولية والحس الديني والوطني.
وارتقاء المرأة يترك بصماته الايجابية على شخصية المرأة نفسها فهو يساهم في تعزيز ثقتها بنفسها وتقوية ارادتها ويؤهلها لاكتساب الوعي المفيد الذي يعينها على التحرك الهادف في الوسط الاجتماعي، وهو ايضا ينمّي مواهب النساء ويكشف عن قدراتهن ما يساعد على ضخ المجتمع بالكفاءة النسائية التي توكل إليها المهام الصعبة والجسيمة والتي ينتظر منها أن تكون على رأس الهرم في التغيير الايجابي في المجتمع.
الارتقاء عبر الهوية:
ولا ينكر أحد أن ارتقاء اي مجتمع ينطلق من ارتقاء الإنسان نفسه، ولعل هذه هي الصورة التي بانت بوضوح في المجتمع الاسلامي الاول الذي شكله رسول الله (ص) في المدينة المنورة فقد تم الاعداد والتوجيه والتحريك لكل شرائح المجتمع عبر الهوية الإنسانية مع مراعاة محطات الاختلاف والفروق الموجودة ,فقد انطلقت المرأة من ذاتية وهوية المرأة نفسها، ولم تعمد إلی تحميل نفسها ضغوطا خطيرة في تقمّص شخصية الرجل كما روّجت لذلك التيارات العلمانية والنسوية المعاصرة والتي تدعو إلى المساواة والتحرر والحصول على الحقوق الكاملة لكن عبر رفض الذات الأنثوية والسير في خط اكتساب الهوية الذكورية حيث تعكس هذه الحركات دائما نموذج الرجل وكأنه الصورة المطلقة للنجاح وصورة ا المرأة -الأنثى -كنموذج للتدني والتخلف!.
سبيل ارتقاء المرأة يكون عبر احترام هويتها كإنسان خلقه الله في أحسن تقويم وكرّمه وسخّر له ما في البر والبحر ودعاه إلى التكامل عبر صورة القدوة الحسنة التي رسّخها في الانبياء (عليهم السلام) وفي سيدات نساء أهل البيت (عليهم السلام), ويكون ايضا عبر حفظ الفوارق البيولوجية والتي هي وسائل لإداء الادوار الموكلة إلى الأفراد بصورة متكاملة تحقق الغاية المطلوبة في بناء المجتمع الصالح.
كفاح الحداد
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري