في طريقي إلى الأمومة ومثل كل أم تبني أحلاما وأهدافا لتربية أبناء يكونون محط لافتخارها بهم، وتطلب بهم رضا الباري عز وجل، ولتبرئ ذمتها أمامهم، وليكونوا أمام المجتمع بصورة حسنة، فبدأتُ أقرأ في الكتب والورشات والدورات واستفاد من خبرات الماضيين، مع مجموعة تجاربي، وحتى أضيف لكل هذا الكم بعض المعلومات الحديثة في الأساليب التربوية بدأتُ أتابع مجموعة من الصفحات التي تعطي نصائح تربوية وحتى طبية في مجال صحة الطفل البدنية والنفسية، ومن هنا بدأتْ اتوسع في البحث وخصوصا في الانستغرام كلما وجدتُ محتوى هادف تابعتُ الصفحة، في بادئ الأمر تابعتُ ما رأيته منطقي منها، لكن ما بدأت ملاحظته هو تعارض الآراء بعضها مع الآخر، فتلك ترجح هذا الأسلوب وأخرى تراه خاطئا، بل بعض الآراء تتعارض مع الدين وتوصيات أهل البيت (عليهم السلام)، وأخرى رأيت فيها ما يدعم حركات وتيارات معاقة وتروج لأفكار ما أنزل الله بها من سلطان، والأدهى أن هناك عدد هائل من التعليقات الإيجابية عليها وكثرة المتابعين والمشاركات، والاطراء، فرحتُ أبحث عن هذه الشخصيات وما هو الاساس العلمي الذي تعتمد عليه، وجدتُ أن أغلب تلك الشخصيات التي تُقدم نصائح في التربية في الحقيقة هي ليست متخصصة في مجال تربوي أكاديمي أو حتى شهادات علمية دقيقة بل أغلبها دورات غير معلومة الأهداف، ومن جانب آخر تلك الشخصيات التي تُقدم نصائح في العلاقات الزوجية أو التربية هي الافشل على مستوى التربية وحتى حياتهم الشخصية هي محطمة بالكامل، كما يقول المثل العراقي الشهير (باب النجار مكسور)، ولو عدنا إلى أسباب طرقهم لهذا المجال هو وجودهم في عالم السوشيال ميديا ومحاولة اثبات وجودهم فيها والاستفادة منها، وبالتالي هم حققوا ذلك بسبب عدم بحث المتابعين عن المعلومة الصحيحة في المكان الصحيح بل طرقوا صفحات كل من هب ودب وكتب على صفحته (مختص في مجال التربية) دون إجهاد أنفسهم في فهم أو البحث وراء هذا الشخص، وبالتالي ما دام الأفراد لا يعودون ولا يهتمون بمصادرهم في التربية والعلاقات الإجتماعية وحتى الدينية فدوامة التيه ستستمر وستبنى الأجيال القادمة على أساس ضعيف لا ينهض بملامح مجتمع متحضر وقويم!