تُعدّ المشروبات الغازية من أكثر المنتجات استهلاكاً في المجتمعات، وأكثر المشروبات استهلاكاً لدى الكبار والصغار، على الرغم من معرفة أغلبيّتهم بالمخاطر المترتّبة على صحة الفرد من تعاطيهم لها، وما فيها من نسبة سكريات عالية، قد تكون المسبّب الرئيسي للبدانة حول العالم.

والمشروبات الغازية هي نوع من المشروبات التي تحتوي على ثاني أوكسيد الكاربون المذاب تحت الضغط، إضافة الى مياه ومُحلِّيات صناعيّة ومُلوِّنات.

والمشروبات الغازية لها جاذبيّة كبيرة لدى كثير من الناس، وخاصة في فصل الصيف كوسيلة للانتعاش، أو تُرفق على المائدة ضمن الوجبات الغذائيّة، غاضّين النظر عن مخاطرها الصحية التي تُحتّم التفكير مرتين قبل تناولها، حيث تُعدّ من مسبّبات السرطان، مقابل خلوّها من أيّ فيتامينات أو قيم غذائيّة تُفيد الجسم.

وقد تواترت التقارير الصحيّة من جميع المراكز الطبيّة، في بيان ما تُسبّبه هذه المشروبات من المشاكل المرضيّة على جسم الإنسان، فهي تُؤثّر سلباً على الكبد، وتُزيد خطر الإصابة بسكتة دماغية، وتؤدّي إلى تصلّب الشرايين، إضافة لأمراض القلب والسمنة والسكّري وتسوّس الأسنان وغيرها من المضارّ.

وتأتي خطورة هذه المشروبات مضاعفة بالنسبة للأطفال، حيث تُعتبر بنيتهم غير مكتملة النموّ، وضعيفة على تحمل هذه المشروبات وآثارها الجانبيّة، ومن ذلك:

• احتواؤها على الفسفور ضمن الصودا، وهذا بدوره يستهلك الكالسيوم في أعضائهم، ممّا يجعلهم يتعرّضون لهشاشة العظام.

• اضطراب نسبة السكر في الدم، بسبب الإكثار من تناولها، والذي يُؤدّي إلى تفاقم إصابة الأطفال بداء السكري.

• وجود الكافايين بنسبة عالية في المشروبات الغازية، من 35 الى 38 مليغرام لكلّ عبوة، وهو ما يؤثّر بشكل مباشر على اختلال التوازن الطبيعي للكيمياء في دماغ الطفل، حيث يحفّز الغدّة الكظرية دون توفير الغذاء اللازم لها، ممّا يؤدّي إلى اضطراب الغدة الكظرية لدى الأطفال.

• زيادة الوزن التي يتعرض لها الأطفال بسبب افراطهم بتناول المشروبات الغازية، حيث أنّها خالية من أي عناصر غذائية مفيدة، بل على العكس تُزيد فيها نسبة السكريات والسعرات الحرارية، وقد أثبتت الدراسات الطبيّة على وجود علاقة وثيقة بين زيادة الوزن لدى الأطفال وتناولهم للمشروبات الغازية، خاصة اذا كان الطفل يتناولها مع وجبات الطعام.

 

بعد ذكر مجموعة من المخاطر التي تُسبّبها المشروبات الغازية للأطفال، إليكم بعض النصائح والطرق لإبعادهم عنها:

1- ضرورة استبدال المشروبات الغازية بالعصائر الطبيعية الطازجة، حيث تحتوي على فوائد كبيرة لصحة الطفل، ممّا يقوّي المناعة لديه، ويُقلّل من احتمالية إصابته بالأمراض.

2- اخبار الأطفال بمدى الضرر الذي تلحقه هذا المشروبات بصحتهم.

3- التحكّم بكلّ ما يدخل للبيت من أطعمة، والحرص على تواجد الأطعمة الصحية والفواكه والخضروات.

4- تشجيع الأطفال والثناء عليهم عند توقفهم عن تناول المشروبات الغازية.

5- يمكن السماح لهم بتناولها في أحيان بعيدة، مثل المناسبات والأعياد.

6- استخدام التدرّج بتقليل تناولها مع توفير البدائل الصحيّة عنها.

7- الاهتمام بتنوّع وطريقة تقديم الطعام الصحّي لحثّهم على تناولها.

8- عدم الاحتفاظ بالمشروبات الغازية في البيت، والحدّ من تناولها أمام الأطفال.

وأخيراً.. لا ينسى أولياء الأمور أنّهم القدوة لأبنائهم، وهم المرآة لهم، حيث يتعلم الأطفال ممّا يرَوْنه من أفعال الكبار، لذا من المهمّ أن يتّخذ المربّون خيارات صحيّة، خاصة في تجمعاتهم العائلية حين تناول الوجبات الغذائيّة، ليكتسب الأولاد العادات الصحيّة، ولتستمرّ معهم مدى الحياة.