كثيرا ما يخطئ الأطفال وتلجأ الأم لتوجيه العقوبة على هذا الفعل إلا أن أغلب الأمهات يقعن في عدم الفصل بين العقوبة من أجل تأديب الطفل وتعليمه وبين الانتقام منه لنفسها لأنه كسر احدى الأواني أو بعثر الأغراض ودمر ملابسه فأول ما تفكر الصراخ عليه أو ضربه، ويبدأ الطفل بالبكاء وقد يؤنبها ضميرها عليه وتأتي لتحتضنه لأنها أدركتْ أنها لم تضربه حتى لا يكرر الفعل ذاته بل ضربته للانتقام منه، فالعقاب تكون غايته الإصلاح والردع والتقويم للكف عن الخطأ، أما الانتقام تكون غايته التدمير والتسبب له في الضرر والأذى.

ما هو واضح أن الغاية والغرض من الانتقام ليس إصلاح الفرد، ولكن فقط لإشباع الغضب الداخلي وتنفيس الحقد.

من ناحية أخرى، عندما يُفترض أن يدرك المذنب والمخطئ خطأه ويتوقف عن فعله، فينبغي أن يعاقب بما يتناسب مع ما فعله فحتى في القانون، لكل جريمة عقابها الخاص والمناسب، ولكن في الانتقام، لا ينبغي توقع هذا التناسب، فحين يبعثر الملابس أو يكسر إناء أو تجدينه يلعب بالطحين أو أي مادة في المنزل لا يتطلب منك ضربه حد الازرقاق أو الصراخ عليه لدرجة ارهابه، بل هناك طرق للعقاب إذا أردتِ فعلا معاقبته ومنها:

1-   التجاهل: يلجأ الطفل في عمر سنتين إلى ثلاث سنوات إلى استخدام وسائل كالصياح بصوت عالٍ والبكاء المصطنع لتنفيذ ما يحلو له من أفعال خاطئة، وكل ما في الأمر أن يُتجاهل هذا التصرف وعدم الانجرار وراء العاطفة ومحاولة إرضاء الطفل، وهذا نوع من التربية المنغمسة بالعقاب لتقويم سلوكيات الأطفال وهي وسيلة مجدية ومناسبة للأطفال صغار السن على وجه الخصوص.

2-   عقوبة الحرمان: يقول المختصون أن أسلوب حرمان الطفل من الأشياء المفضلة والمحببة لديه من الأساليب الناجحة والأكثر تأثيرًا من ناحية تصويب أخطاء الأطفال من عمر الثالثة إلى السادسة وحتى يصل إلى عمر ما قبل البلوغ؛ إذ إن حرمان الطفل من أشياء يحبها أو ألعاب يعشقها أو حظر صديق مقرب أو الحجز داخل المنزل لفترة زمنية، كل ذلك يردعه عن التصرف الخاطئ.

3-   التهديد بتنفيذ عقوبة: وذلك إذا تكرّر الخطأ دون اعتبار، ويجب الالتزام بتنفيذ التّهديد مهما كلف الأمر.

4-    وضع عقوبة: بتنفيذ وظائف وأعمال، فمثلًا يمكن عقاب الطفل بتنفيذ عمل معين ليس من واجبه أو لا يحبه.

5-   التوبيخ: ومناقشة الفعل الخاطئ، فعلى الابن المخطئ أن يعلل أسباب ارتكابه للخطأ والدوافع وعليه أن يتعلم ثقافة الاعتذار أمام الجميع، وأن يناقش ذلك بالحوار معه وإفهامه الآثار السلبيّة المترتبة على الخطأ وتأثيرها المادي والمعنوي عليه وعلى الغير وتوبيخه على ذنبه.