استطلاع 

شخصيات قيادية أدمنت حب الحسين (عليه السلام) تأخذ على عاتقها جمع النساء أسبوعيا لزيارة أبي عبد الله الحسين وتتحمل سلامة عدد لا يستهان به من النساء والأطفال وتأمين وصولهن إلى عوائلهن بمنتهى الثقة حيث تواظب العوائل العراقية على زيارة سيد الشهداء كل ليلة جمعة أي عصر يوم الخميس من كل أسبوع وعلى مدار السنة باعتبارها من أفضل الأعمال التي يأتي بها الانسان بعد ادائه الفرائض الواجبة ولا يمنعها من الزيارة والتشرف بحضرة المولى المقدس إلا الظروف القاهرة.

أم تحسين

 أكثر من امرأة سألتني عن (أم تحسين) حيث كنت أجلس قرب مرقد أبي الفضل العباس (هل انت مع حملة أم تحسين) فقادني الفضول للسؤال عنها لأعرف انها (حملة دار) من محافظة الديوانية وهي احدى الشخصيات المعروفة في المحافظة التي تتعهد بتنظيم زيارات اسبوعية لجمع كبير من النساء لزيارة كربلاء المقدسة مقابل مبالغ رمزية.

أم تحسين المرأة الصلبة التي ناهزت الخمسين من العمر قالت بلهجتها الجنوبية المحببة: "كل أسبوع أنا في كربلاء مع هؤلاء النساء وانا أعمل في خدمة الامام الحسين منذ سنوات طويلة ولا يمنعني من زيارته إلا المرض والظروف القاهرة فكل من في مدينتي يعرفني ويعرف التزامي بالمواعيد".

وأضافت أم تحسين التي توشحت بالسواد كحال أغلب النساء في عمرها: "سائق السيارة هو ولدي وكل من ترغب بالزيارة تعرف رقم هاتفي وتتصل بي وأحدد لهم مكانا للتجمع قرب الحسينية القريبة من منزلي وعندما أحدد لهم موعدا لا أخلفه ابدا وغالبا ما نصل إلى كربلاء عصرا حيث ننطلق من موقعنا بعد صلاة الظهر بقليل".

 

 أم علي

جميع من في المحلة يعرف أم علي وهي امرأة من نوع آخر واشهر من نار على علم ويستطيع أي شخص أن يدلك على منزلها بسهولة فهي تعمل بوظيفة (حملة دار) أي تأخذ على عاتقها أخذ نساء منطقتها الشعبية في سفرات منظمة لزيارة الأماكن المقدسة.

فمعظم من يعرفها يصفها بأنها امرأة طيبة القلب و(حنينة) و(نفسها طيبة) أي إنك تأكل الخبز والبصل من يدها كأنك تتذوق العسل بعينه.

تقول أم علي إنها تنظم سفرات دورية لزيارة جميع الاماكن المقدسة ومنها زيارة يوم الخميس وليلة الجمعة إلى كربلاء وتضيف قائلة: "رغم الازدحام الشديد الذي يصادفنا في الطريق ولكننا نردد دوما إن الأجر على قدر المشقة، ولدينا سائق ثابت وهو أحد أبناء منطقتنا وهو معروف بديانته وأخلاقه الطيبة اضافة إلى صبره الطويل مع النساء خاصة ممن نفقد الاتصال بها أو تضيع في وسط الزحام رغم إنه نادرا ما تحدث معنا مثل هذه الحالات مع ذلك كل شيء متوقع خاصة ونحن نأتي من أماكن بعيدة نوعا ما عن محافظة كربلاء المقدسة وفي بعض الاحيان يكون برفقتنا بعض الرجال من العوائل معنا مع ذلك لا يهمنا الربح المادي قدر تعلق قلوبنا بالزيارة وهذا النزر القليل الذي نحصل عليه لا يساوي حجم المسؤولية التي نتحملها من وجود هذه الاعداد الكبيرة من النساء وهن أمانة في أعناقنا وأنا بكل الاحوال أرملة ولا يوجد لدي من يعينني على هذه الحياة القاسية".

 

مواظبة على الزيارة

أما أم حجاز فهي من النساء التي تواظب على زيارة الامام الحسين (عليه السلام) كل ليلة جمعة ليس في السنوات الاخيرة فحسب بل هي من المواظبين على زيارته منذ عهد النظام البائد وهي تقول: "كنت أرافق زوجي رحمه الله في زيارة سيد الشهداء (عليه السلام) كل أسبوع حيث نتجمع قرب الحسينية من بعد ظهر كل يوم خميس غير مبالين بالتهديدات والمخاطر من حولنا لأننا كنا نحتسب أنفسنا فدائيين لابي عبد الله الحسين ولا نبالي بما قد يحدث لنا وكنا نردد الدعوات ونقرأ سور الفاتحة وآية الكرسي لحفظنا وحفظ جميع الزوار الذين كانوا برفقتنا.

أما اليوم فهي تكمل المشوار لوحدها بعد رحيل زوجها وأصبحت تستعين بجارتها أم عباس كرفيقة سفر دائمة وهي أيضا (الحملة دار) التي تحضر برفقة حملتها من محافظة بابل وتقول عنها بأنها امرأة قوية الشخصية وكلمتها واحدة وواثقة جدا من نفسها ومواعيدها مضبوطة جدا وقالت: "تشتاق روحي لزيارة الامام الحسين (عليه السلام) وأتوجه إلى القبر الشريف وأسجل حضوري مع الوافدين ونتمنى من الله أن يقضي حوائجنا بشفاعة سيد الشهداء وهو وسيلتنا إلى الله تعالى".

وأضافت: "أخذت معي في زيارتي الاخيرة جميع احفادي وحفيداتي للتبرك بزيارة الامام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهم السلام) قبل موعد الامتحانات للتوفيق والنجاح وأدعو من الله أن يسيروا على دربنا ويكملوا مشوار هذه الزيارة المقدسة التي أتمنى من الله أن لا اتخلف عنها الى آخر يوم من عمري".