مر العالم في السنتين الأخيرة بانعطاف رقمي بسبب جائحة كورونا, فبعد إن كان استخدام تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع؛ اتسعت رقعة استخدامه أكثر لتشمل التعليم عن بعد.. وفي هذا الإطار اقتضت الضرورة على توفير أجهزة الكترونية مقترنة بشبكة النت لكل طالب ليمارس حقه في التعليم من دون تأخر بسبب قرارات الحجر الصحي, وهنا بدأت سلسلة من المشكلات التربوية والتعليمية تظهر بشكل ينذر بالخطر, فمن المعروف إن الأطفال غالبا ما يسيئون التعامل مع الفضاء المفتوح لاسيما في مسألة فرط الاستخدام.

تظهر اليوم سلسلة من المطالبات عن طريق إقامة الدورات والندوات والمؤتمرات الخاصة بمسألة تأهيل الطفل للتعامل مع العالم الرقمي والتعليم الإلكتروني بطريقة تضمن خصوصيته ولا تؤدي إلى مشاكل بعيدة المدى نفسيا وسلوكيا وعلميا, وفي الحقيقة هناك خطوة مهمة تسبق خطوة إعداد جيل رقمي وهي تهيئة الكوادر التعليمية بشكل جيد للتعامل مع التطبيقات بشكل احترافي ومواكبة التحديثات واكتشاف بعض الثغرات التي تسبب أحيانا الوقوع في أزمات رقمية مثل اختراق القنوات التعليمية من قبل (الهكرز), وهذا كله يؤسس لفكرة استحداث مادة منهجية تبدأ من مرحلة الابتدائية وتستمر في كافة المراحل الدراسية وهي التربية الرقمية التي بات من الضروري اعتمادها لحماية الطفل أولا ولضمان تطور التعليم في ظل البيئة الإلكترونية من دون تأثيرات سلبية.

نتيجة ما أثاره بعض المنظرون في جانب التعليم الرقمي في الآونة الأخيرة هو الاستمرار به حتى بعد الدوام حضوريا بشكل طبيعي, أو حتى بعد عودة الحياة كما قبل الجائحة؛ من دون أي مخاطر أو تقليص في ساعات الدوام؛ على أن يعد تعليما ساندا وليس أساسيا في أقسى الظروف, والأهم هو فرض نوعا من أنواع الرقابة غير المباشرة على الأجهزة الإلكترونية بالتعاون مع ذوي الطلبة, ومواكبة الأساليب العلمية المتبعة عالميا على أن تكون مادة التربية الرقمية منهجا تطبيقيا فيما لو تم استحداثها فعليا على ارض الواقع.