اهتمتْ مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام بأطفال السرطان اهتماما خاصا وخصصتْ لهم غرفا ذات اطلالة مميزة فضلا عن مختلف الألعاب التي تشغل بها أوقاتهم وحدائق كبيرة للتنزه، والأهم من ذلك توفير كافة الأجهزة الحديثة والعلاجات التي يحتاجونها، مع المتابعة الدورية المستمرة لهم لضمان توفير أقصى درجات العناية والاهتمام سواء الطبي أو النفسي الذي يندرج تحت مسمى المشاريع الانسانية ذات الشعار الحسيني.

وعن اكتشاف المرض والمتابعة العلاجية تحدّث لواحة المرأة الدكتور حسن كامل/ اختصاصي ورئيس قسم امراض الدم والأورام عند الأطفال في مؤسسة وارث: "نستقبل في المؤسسة كل أنواع السرطان عند الأطفال، فكما هو معروف هناك عدة أنواع والأكثر شيوعا عند الأطفال سرطان الدم (اللوكيميا)، نبدأ عادة في العيادات الاستشارية بتشخيص المرض واجراء الفحوصات المخبرية، بعد التأكد من وجود المرض نستدعي المريض الى المستشفى لنبدأ بجلسات العلاج الكيميائي المتوفر على نفقة العتبة الحسينية المقدسة، فالمريض يأخذ العلاجات لمطلوبة وحسب نوع الورم.

وأضاف: "هناك قسم الاشعة التشخيصية والتداخلية بالإضافة إلى العلاج الاشعاعي لان ثمة حالات تتطلب علاج شعاعي بالإضافة الى العلاج الكيميائي، ويوجد علاج جراحي لان بعض الأورام تتطلب استئصال مثل أورام الكلى والكبد وأورام الأنسجة الرخوة وتحتاج إلى تدخل جراحي بفترة معينة خلال فترة العلاج، وبالتأكيد خصصنا قسما خاصا متدربا للخدمات الاجتماعية للأطفال وعوائل الأطفال يعمل على الدعم النفسي للعوائل وأطفالهم المرضى، وهناك كادر تمريضي متخصص بعناية الأطفال، بلحاظ أن لكل طفل غرفة خاصة به خصوصا بعض الحالات يلازمها هبوط في المناعة وبالتالي هذا العزل يعد نوعا من أنواع الوقاية للمريض، فضلا عن الخدمات الفندقية لعوائل الأطفال القادمين من محافظات بعيدة".

وقال أسعد صابر (والد طفلة مصابة بمرض السرطان): "قدمنا من محافظة الناصرية ووجدنا كافة الخدمات التي يحتاجها كل مريض فضلا عن احتياجاتنا الخاصة كعوائل للمرضى، من مأكل ومشرب ومنام فضلا عن العناية المميزة من كادر ومستشفى وعلاج، حقيقة نشعر بالراحة هنا، وأحيانا لا أرى أبنتي بسبب الأيادي التي تتلقفها وتعاملها أفضل معاملة من دعم نفسي وألعاب وتنمية مواهب".

 

فيما تحدثتْ زينب اسعد/ مسؤولة قسم التواصل والدعم النفسي: "مريض السرطان يختلف عن بقية المرضى لأن في مرضه أثر على المريض وعائلة المريض لذلك يكون بحاجة لدعم نفسي ومتابعة حتى يتجاوز مرحلة التشخيص والعلاج، خصوصا مع الفكرة السلبية السائدة عن هذا المرض متناسين أن هناك حالات تتماثل للشفاء"

وأضافتْ: "كل ما تقبل المريض وضعه وتعامل مع المرض بإيجابية كلما كان جسده أكثر استجابة للعلاج، فالعامل النفسي له دورا بالغا في شفاء المريض، خصوصا مع التغييرات التي تطرأ عليه من فقدان الشعر وتغير لون بشرته، لذلك دورنا نتابع المريض متابعة خاصة ونعرّفه بحالته ونقدم له الدعم المعنوي، وكلٌّ له برامجه الخاصة فالطفل تختلف طريقة تعامله والبرامج المخصصة له عن الكبار، وقد وفرنا غرفة لمجموعة من الألعاب التي تتلاءم مع كل عمر ونعمل على استكشاف مواهبهم أيضا وتطويرها".

وتحدث سيد أحمد جنيدي/ مسؤول قسم المطعم: "المطعم يقدم وجبات مجانية ووجبات غير مجانية، أما المجانية فلأطفال السرطان وعوائلهم والأطباء المقيمين وغير المجانية لبقية المرضى والعاملين في المؤسسة، وهناك وجبات خاصة نعدها حسب توجيهات الطبيب المشرف على المريض وتصل إليهم لفندقهم أو داخل المشفى، فضلا عن وجود اختصاصية التغذية والتي ترسل لنا نوع ومكونات الوجبة التي يحتاجها المريض، فضلا عن الغذاء الخاص الذي يُعد للمرضى الذين يتلقون الغذاء بواسطة الانبوب".

والجدير بالذكر إن العتبة الحسينية المقدسة تقدم الخدمات المجانية لجميع المرضى بمناسبة ولادة السيدة زينب (عليها السلام) وتستمر المبادرة لغاية 25 كانون الاول/ ديسمبر).