لا أستطيع أن أنسى اليوم الأول للتدريس لي حيث سألتُ التلاميذ عدة أسئلة وأثارتْ انتباهي ورقة لذي التسع سنوات حيث أجابَ عن (ماذا تتمنى أن تكون؟) بـ (ورقة نقدية)!
وأجابَ عن (ماذا تكره؟) أيضا نفس الإجابة، تلك الاجابات التي جعلتني أبحث عن كاتبها وأطفئ فضولي في الأسباب التي جعلته يجيب بهذه الإجابة.
بعد أن وصلتُ اليه تَحفّظَ عن شرح أسبابه حتى سألته بماذا كانتْ الورقة النقدية أفضل منك ليختصرها (بأنها أهم مني عند والدَيَّ)!
بعض الكلمات التي قد يغفل عنها الوالدين تعطي إشارة بأن الأشياء أهم منه، فإلحاح الوالدين في توصية الطفل على أغراضه أو أغراض المنزل أو شيء معين يجعل الطفل يقارن نفسه معها حتى يتوصل الى نتيجة بأن هذه الأشياء هي أهم منه فيشعر بنقصان الذات وعدم الثقة بنفسه وقد تكون له ردة فعل في اللاوعي عن هذه الأشياء يستمر معه حتى الكبر، ومثل هذه الحالة تحصل عند المراهقين وحتى النساء والرجال ولكل حالة تفاصيل كثيرة وأمثلة أكثر وبدأتْ تأخذ حيز المزاح في مواقع التواصل حيث اشتهر اهتمام الأمهات بأواني المنزل أكثر من أولادها وهناك تعليقات قد تبدو مضحكة لكنها في الواقع ذات شعور مؤلم حيث يجد الفرد أن جماد أهم من عنده عند أغلى ما يملك وهم والديه.
في كثير من هذه الحالات يكون الوالدين غير مدركين لما يقومان به فاختيار طريقة التوصية والتوجيه جدا مهم لمراعاة مشاعر الطرف الآخر فحرص الأم على الأواني الزجاجية يكون لكيلا يجرح أحدهم عند انكسار الطبق وليس الاهتمام بالطبق نفسه، وكذلك على مستوى الأب يكون اهتمامه بالأموال لأجل زوجته وأولاده لا لأجل جمع المال لذاته، هذه الأفكار يجب أن يسمعها الطفل مرارا حتى يشعر بأن هذا الجهد وهذه الوصايا هي من أجله وليس من أجل شيء آخر.
ومثلها على مستوى أفراد المجتمع لا توصل لهم فكرة أن الأشياء المادية هي أهم منهم لأن هذا الشعور له انعكاسات نفسية كثيرة تصل أحيانا الى تعنيف تلك الأشياء وغيرها من حالات عدم تقدير الذات.
المرفقات
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري