قصة قصيرة جدا

الأرض رطبة، أوراق السدر متناثرة هنا وهناك، رائحة المطر في كل مكان، الشمس تنشر ثوبها كعروس زفت إلى السماء، صوت قطرات المطر، تعيد ذكرياتها الماضية، فالشتاء نصفه حنين ونصفه اشتياق.
ترفع الستارة هاجر و تنظر إلى الاشجار وكيف تراقصها الرياح مؤلمة هذه الرقصة تشعر ان أغصانها تتبرأ منها، كن رحيماً أيها المطر فأوراق الاشجار  مازالت صغيرة.
حسرات هاجر ظاهرة على ملامح وجهها، دخلت سارة  شقيقتها الكبرى التي لم تكن تقل حزنا عنها، فجرح هاجر عميق لدرجة أن الكلام لا يكفي لتواسي به شقيقتها.
 ترتجفُ من البرد، بوجهها الشاحب تنتظر إلى عقارب الساعة، حان الوقت.
بين أسرة  المرضى، واجهزة الاوكسجين  وامتلأت شفتيها بالتراتيل الإلهية، أمسكت أمها  بيدها،  هناك الكثير من الأمنيات تنظر إلى حلم هاجر  وهو يغادر ردهة الثانية ، أصوات الدعاء تعلو في مكان انعدمت فيه الحياة، فهنا تعرج  الارواح  وتبقى الأجساد رهينة الأوجاع هذه الجرعة الأخيرة لتلك السنوات الماضية. 
كسر الصمت حاجزه بصوت الطبيب المقيم لايسمح بأكثر من مرافق للمريض،  بعثرة صوتها الخائف انا من يبقى مع هاجر..
الطبيب: ومن انتِ؟!
انا رفيقة علاجها انا تلك الصرخة الصامتة التي كانت تطلقها كلما اخذت الجرعة انا هي وهي انا.

مروة حسن الجبوري