كانَ وحيداً

في الدروبِ الساكنةِ

الّتي ابتلعَ الصمتُ ضجيجَها

لم ترحم الغرباءَ

أو تألف حوارَهم

بدا الظلامُ يهزُّ أعطافَ الغروبِ

فلا سفائنَ للغريبِ

ولا ملامحَ للديارِ

الكوفةُ موصدةُ الأبوابِ

لا يعرفُ وجهتَه

جلسَ عند بابِها ليستريحَ من همِّ الزّمان

سؤالاً مباغتاً

من أنتَ؟؟

ليرتسمَ جوابُه بمسحةِ حزنٍ حفرَ أخاديدها الزَّمن

"مسلمُ بن عقيل"

لملمتْ نظراتِها خجلاً

وقالت: سيِّدي العُذر...

أوغلوا في الدخولِ

عندَ مطلعِ الفجرِ

هبّت ريحُ الخيانةِ

امتطى صهوةَ جوادهِ

وغدا يملأُ بهم فمَ المنون

بينَ حفيرةِ المكرِ

وقصرِ الغدر

يدُ السيّافِ على مقبضِ السيف

يعدُّ الثوانِي

يُحصي النبضَ في الضلوعِ

ينتظرُ السيّافَ يبوحُ بالأمرِ

ليغادرَ إلى الجنانِ منتصراً.

زهراء سالم جبار