تقدم لخطبتي ... فقبلته ، رجل يختلف عن عالمي وأحلامي في كل شيء ! ميزته انه رجل عفيف؛ عرفت ذلك عن كثب حين سألت كل من حوله ، كان يبدو لي ككوة ضوء ﻻ يمكن لعين تائه ان يغفلها وهو يجّد السير حثيثا على طريق لم يمره سابقا..
لم انتبه لميزة اخرى ولم اخف من نقص أمر اخر.. ربما يتراءى للقارئ بعض سذاجتي ولكن مهلا.. دعني أتلفت حولي.. امنحني بعض الوقت ﻻستجمع شجاعتي وأتجاوز عشرات السنين من الخوف .
أنا ... أنا ... اشعر بخوف كبير ! سببه انت وانتم وانتن وهم وهن وهؤﻻء وأولئك الذين يلبسون الأقنعة.. نعم أولئك الذين ﻻ يخشون الله .. أولئك الذين يسرقون لقمة الجائع.. وأولئك الذين يؤذون اليتيم.. وأولئك الذين يطردون الفقير من سكن ، ﻻ مال له ليدفع أجرته.
تلك المرأة الماكرة التي تفتعل المشاكل ليطردونا خارجا..
وذلك الرجل الذي يسمع كلام زوجته فيغلق الباب على دموعنا..
وذلك المفترس الذي ينتظر غفلتنا .. واللص الذي يعرف موعد معونتنا ليسرقها طوعا او كرها..
أما يكفيكم أن الفقراء يتصبرون على اﻵمهم حتى تهجم عليهم أطماعكم ؛ بخادمة منهم تمتهنون كرامتها او شاب تسحقون زهوة شبابه تحت أقدام نقودكم المسروقة.
غالبا ما ... ستشيح بناظريك عن اي فقرة ﻻ تعجبك.. لعلك لم تسرق مباشرة ! ولكنك تختلس! ﻻ تؤدي واجبك فيموت أمثالي على أبواب عيادتك.. أو تتيبس أوصالي انتظارا ﻻكمال معاملة في الزمن الصعب.. او تتشارك مع من يعرف كيف تؤكل الكتف بطريقة قانونية..
اما يكفي ذلك الشر الذي لوثتم العالم بسواده حتى مسختم كل شيء معكم..
هل سمع أحدكم ان ظالما اعتذر؟ او انه كف عن ظلمه الا ان تكونوا عليه ظاهرين؟
ها أنا حين أحظى بإنسان ﻻ يطمع يخفق قلبي .. لعلي أتذكر فلما كارتونيا كنت ابتهج بمشاهدته في طفولتي ! اعتقد أنها نفس المشاعر .. طعم حلاوتها خاص ؛ ينسيك العالم الخارجي بكل خشونته..
هل يعقل أننا وصلنا الى هذا السوء؟ !
هل يوجد في نفس كلا منا نفس السؤال؟!
ربما في كل ركن هناك من وجد الخير ؛ لكنه يحتفظ بكنزه مستورا ...
هل فكرتم لو ان الصالحين وأمامهم ظهروا للعيان كما يظهر أولوا البغي الآن ؟!
كيف سيكون شكل الحياة ؟
اشعر ان شمسا اخرى ستشرق .. حينها ليشتعل العالم نورا لصلاحه .
لبنى مجيد حسين
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري