أوله رحمة ، و أوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، أبواب الجنان مفتوحة ، وأبواب النيران مغلقة، شهر انزل الله فيه القرآن هدى للناس ...
شهر رمضان المبارك طرق الباب عليكم فهل أنتم مستعدون ؟
عادة ما نستعد لاستقبال الضيوف قبل وقت مجيئهم ، حيث تعطير المكان وتغيير الملابس، وترتيب البيت ، بما يعطي انطباع النظافة والأناقة ، فضلا عن تقديم أفخر أنواع الضيافة، بل وحتى الكلمات ، هي الأخرى تختار وتنتقى بشفافية وذوق !!! فكيف إذا كان الضيف مدعو من قبل الله ؟؟؟
ـــ كيف نستقبله أيتها الأخوات المسلمات ؟؟؟ سؤال طرحته السيدة كوثر على مجموعة من البنات .
أجابتها نور الزهراء :
ـــ قبل أيام نتسوق كل ما نحتاجه من المواد الغذائية ، ونبرمج أوقاتنا حسب المسلسلات الرمضانية التي تتجاوز الخمسة في اليوم الواحد ، بين المصري والخليجي ، والسوري !!!
أما تبارك فقالت :
ـــ يصادف شهر رمضان المبارك أول ايام العطلة الصيفية التي ننتظرها كثيراً ، ككل عام ، ننام في الصباح ونستيقظ بعد صلاة الظهر، أساعد والدتي في إعداد الطعام والحلويات، وبعد الفطور تبدأ جولتي المشوقة أشاهد مسلسلاتي واحدة تلو الأخرى حتى الساعة الثالثة والنصف فجرا !!!
أما الطفلة رتاج التي لم يتعد عمرها تسع سنوات إلا أنها تعرف جيداً مكانة هذا الشهر، الأمر الذي يجعلها تواظب على الصيام هذا العام ، بعد أن أتمت صيام ثلث الشهر العام الماضي، وتقول:
ـــ أصوم رمضان منذ أن كنت في الصف الأول ، ولم أفطر سوى بضعة أيام، لأن هذا الشهر يعلمنا الصبر ويذكرنا بجوع الفقراء والمساكين !!!
تعجبت السيدة كوثر ! تستقبلون شهر الله بالطعام وبمشاهدة المسلسلات، التي لا فائدة من ورائها ، ان لم يكن فيها ضرر ومشاهد محرمة من الرقص والغناء، واختيار الوجوه الجميلة ونوع من التعري وقصص غرامية محرمة ، وهو ما كثرة مشاهدته في السنين الماضية ، كل هذا الإنتاج السينمائي الضخم من اجل شهر " رمضان " الكريم ، انهم يقاتلون على عدد المشاهدين ومن يضمن بيع مسلسله أسرع في رمضان ، ومن لم يبع برنامجه في رمضان فهو فاشل، للاسف يا بنات رمضان بدل ان يكون شهر عبادة وقيام ليل ، وإحياء ليلة القدر ومواصلة الدعاء، والقيام بكل الحسنات من صلة الرحم وإطعام المساكين ... أصبح شهر مسلسلات وبرامج ترفهيه والأكثر حزنا ، أن أغلب أوقاتها مع أذان المغرب عند الفطور حيث الدعاء والصلاة ...
ـــ ما رأيكم يا بنات ، أن نّرتب جدول أعمال يقربنا من الله ونستقبل به ضيفنا الكريم بأحسن استقبال لنأخذ الجائزة الكبرى ؟
ـــ صوت واحد نعم ... نعم ...
ـــ يا بناتي ... أن دخول شهر رمضان المبارك الذي ننتظره على أحر من الجمر، حتى الأطفال الصغار ، ينتظرونه ، كونه يشكل لهم طقوساً أخرى مليئة بالشوق والفرحة التي لا توصف منهم من دخل سن التكليف هذا العام هو الأول الذي يصوم فيه، ومنهم من قد أكمل نصفه العام الماضي، ومنهم من يسعى لتقليد إخوانه ووالديه لصيام اليوم حتى غروب الشمس " صوم العصافير " ، ولنا فيه عادات ، فكل شخص يقضيه بطريقته، ومن المعروف أن كل أسرة لها طريقتها لتقضي بها أيام وليالي رمضان، خصوصا بعدما استطلعتكم بما فات من استطلاع ، ما رأيكم أن نعمل برنامج خاص لشهر رمضان ونقوم بتوزيعه على باقي الأخوات ؟ وليكن كما يلي :
ـــ زيارة الأهل والأقارب .
ـــ إفطار صائم ، وأن كان من طعامكم .
ـــ قراءة القرآن يومياً .
ـــ تقديم صدقة نيابة عن أمام زمانكم عجل الله تعالى فرجه الشريف وعنكم .
ـــ زيارة مريض أو احد جرحى حشدنا المقدس .
ـــ الالتزام بالأعمال العبادية من دعاء الافتتاح ، والسحر، وإحياء ليالي القدر المباركات .
ـــ نوم الصائم عبادة ، فلنظم أوقات نومنا .
ـــ ونحن نجهز الطعام من أول يوم إلى نهاية الشهر الفضيل ، لجعل كل وجبة بأسم أحد المعصومين عليهم السلام ، وأولادهم .
ـــ معاهدة النفس على الكف عن المحرمات .
ـــ نطلب من الأطفال المشاركة في هذا البرنامج ومنه الصيام ولنجعل هذا الشهر شهر إصلاح ودعوة وإرشاد .
على البركة نبدأ وتقبل الله صيامكم وأعمالكم مقدما .
مروة حسن الجبوري
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري