تعتبر ظاهرة اليتم ظاهرة بارزة في مجتمعنا اليوم لدرجة ﻻ تحتاج معها الى تعريف او بحث عن الاسباب نظرا لما مر بها شعبنا من حروب متتالية وموجة الارهاب التي طالت مئات الالاف في مدنهم الآمنة، ومع سوء الاوضاع الاقتصادية والسياسية لم تتحصل هذه الشريحة على اهتمام المجتمع بصورة مناسبة كونها ستشكل جزءا كبيرا من الجيل القادم ومستقبل البلاد .

غياب مؤسسة حكومية راعية خاصة بهم مع هذا العدد الهائل منهم ، امر يبعث على القلق !

ورغم كل الجهود الفردية والتطوعية والمؤسسات الدينية والمدنية ، تجد ان هناك حالات مازال يصعب استيعابها وهكذا كله من حيث توفير ضروريات البقاء حيا بل وتسمع عن عوائل بدأت تترك ايتامها الى مؤسسات ايواء الايتام او الاماكن العامة لعجزها عن الاستمرار في كفالتهم !!!

أنه لعمري ناقوس خطر يستوجب منا استنهاض الضمائر بمفاهيم التكافل الاجتماعي .

اما عن توفير البيئة والاليات والدعم لتنشئتهم تنشئة سليمة وبناء شخصيات مستقرة منسجمة تتجاوز عقبات يتمها ، مازال في خطواته الأولى وهي متعثرة ومبعثرة هنا وهناك ! .

ان مسؤوليتنا مع هذه الشريحة هي تحدي اخر ﻻ بد من مواجهته بنفس العزم على الحياة والانتصار ، والا فالانتصار العسكري والامني سيفقد طعمه عاجلا ام اجلا امام انهيار المجتمع من الداخل ، لذلك نحن امام مسؤولية انسانية اخلاقية شرعية ﻻ بد لنا من التفكير مليا في كيفية النهوض بها ، ملزمين ﻻ مختارين ، يحدونا على ذلك الوفاء لدماء ابائهم الشهداء والمظلومين .

ان الاهتمام بهم على مستوى التفاعل العاطفي مع بعض القصص التي تتناولها بعض القنوات الفضائية او بعض المساعدات الموسمية على ارض الواقع ، لم يعد حلا يعتد به .

ما هو الحل ؟

وهل فعلا نملك حلا ؟

هل نملك المقومات والدوافع والاليات ؟

نعم نملك كل ذلك ، لو شاركنا في اشاعة ثقافة دعم اليتيم .

كن معنا داعما وفعلا ... وترقبنا في الجزء الثاني من هذا المقال . 

لبنى مجيد حسين