توقف الموت في كل مكان من العالم وسكن ملك الموت في سبايكر واستقر في العراق ..
يتنزه في ناظم التقسيم حينا ويتسوق في الصقلاوية حينا ، ويزور جرف النصر أحيانا ، ويقطف الورود أينما وجدها في باقي الأماكن من هذا البلد ..
أودُّ سؤالك أيها السيد الكريم .. أما آن الأوان لتجد لك مكانا أفضل ؟ أم لم يبقَ من يستحق تفضل ملك كريم عليه بزيارته خارج نطاق هذا البلد ؟! ..
قد زرت أقدس الأماكن و أخذت منها أغلى وأجود نوعية وأكثر كمية بلا مقابل، بل بلا مفاوضات أو جمارك أو صفقات .
بالطبع لا أطلب منك أن تهجر العراق، فلن تجد أرواحاً ساميةً ونبيلةً مهما بحثت كما لدينا هنا.
لهذا لا تستطيع عندما تزورنا إلا أن تأخذ بالجملة .. و رجالنا لا يستطيعوا أن يكونوا إلا كما كان إمامنا الشهيد (عليه السلام) في البذل والجود ونسائنا لا تقول إلا كما قالت الحوراء سلام الله عليها "اللهم تقبل منا هذا القربان" .
لكن هذا البلد اليوم مصاب بفقر الدم فقد تبرع من غير حساب في حملة التبرع بالدم التي تنظمها منظمة ربحية - والتي تحاول دوما اختبار عزيمة شيعة الكرار عسى ولعل أن تكون قد ضعفت لتبدأ بتنفيذ مخططاتها المتوقفة بسبب هؤلاء القوم المستعصين عليهم - وقتما تحتاج الأرض أن تتطهر بحمام الدم كي تبقى معزّزة شامخة ..
أيها السيّد المُبجّل ... ومنك العفو ،، فقد طال المكوث وثقُلت الزيارة على المريض ..
فحتى مشاعر أهل العراق مزكومة ، لم تتوقف الحياة يوماً ولم تنقطع .. لكنها قد تجمّدت !
كما أن لا فائدة للماء إن كان متجمدا ، فإنما تحيا الأشياء بالماء لا بالجليد ، كذلك الحياة ..
نحتاج الماء لكي نحيا من جديد وماء الحياة هو دفء الأمان المستحصل من الأمن لنستطيع إذابة الجليد الذي جلبته بمنجلك يا قابض الأرواح .
هذا شعور أهل العراق الآن .
فرجائي الأخير لك يا سيد الموت أن تزوره عندما يشفى لا لشيء ولكن فقط لكي يعطي بكل قوة واعتزاز عند زيارتك القادمة المنتظرة ، وهو ... كعادته ... لن يبخل عليك بالنفيس لغالي ..
نور جوهر
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري