منذ أن خلق الله البشرية ، ونحن نتواصل مع أشخاص لا نراهم بأعيننا ولا نسمع حديثهم بآذاننا ، ولا نلمس وجودهم في محيطنا , رغم هذا نعلم ما يأكلون ويشربون ويلبسون ، وما يعملون وكيف يتعايشون مع غيرهم ، وما هي اهتماماتهم , دياناتهم , والأشياء التي يفضلونها ، وأصحابهم وعوائلهم ، وقصص حياتهم وتجاربهم ومشاعرهم ، بل ونميز حديثهم من بين ملايين المتكلمين .
لم يكن هناك جوجل أو فيسبوك , تويتر , يوتيوب , انستغرام , ياهو ميل , تلفاز, أقمار صناعية , راديو , صحف , مجلات ، ولا حتى كتب تأريخ .
رغم ذلك نحن نتواصل معهم حتى اليوم ، وهم قد انتقلوا إلى عالم الآخرة منذ قرون حيث أن خالق الأكوان قد تكفل بحفظ سيرتهم ورسالتهم عبر الأجيال ، ورغم تغير الإنسان وتأسُّن جغرافية كوكب الأرض .
أولئك فوق الزمان والمكان ، لأنهم تمسكوا بحبل الله الذي لا ينقطع ، فأكرمهم أكرم الأكرمين , بأن لا ينقطع ذكرهم في البشرية ، بل ظلوا أسياد الأرض وخلفاء الله فيها وأنبياءه ، وأيضاً أباءً لأممهم .
ولكن كيف يحصل ذلك التواصل معهم ؟؟؟!!! .
يا ترى ... كيف عرفت الأجيال تفاصيل هذه الأحداث من دون إنترنت أو أقمار صناعية ؟!
عادة لا يصلنا كثير مما يجري حولنا في العراق وغزة وسوريا والبحرين ومصر ، رغم هذا التواصل الإلكتروني الكبير ، ورغم أننا نعيش في عصر واحد ... إلا القليل ...
لكي نفهم الكلي ، سنأخذ مثالا جزئيا ، فأصحاب الكهف ونومهم لمدة (309) عاماً ، جعلها الله سببا في انتشار المسيحية في ذلك الزمان .
وأيضا " إنّ الإسلام قد تقدم بالرغم من عدم امتلاكه لجهاز الدعاية والتبليغ مقابل المسيحية والأقليات المذهبية مثل اليهودية وفرقة البهائيين الجوفاء" . حسب قول الأستاذ مرتضى مطهري في ملحمته الحسينية .
بالتأكيد إن الفضل الأكبر لهذا التقدم قد حصره الله بحبيب حبيبه سيد الشهداء عليه السلام ، عندما قام بثورته المقدسة .
فسبحان من أخلد ذكراه ...
نور جوهر
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري