هل شعرت في يوم ما بالضيق ؟ وأنّ الدنيا بإتساعها لا تسطيع أن تمنحك لجوءً ؟! وتبحث عمّن تشكي له الحال فيزيله أو يخفف عنك عبأ حمل الثقل لوحدك ؟

يقول تعالى في كتابه العزيز : (( لَا تَقْرَبُواْ الصَّلَاةَ وَأَنْتُم سُكَارَىٰ )) ( النساء ـ 43 )

عجيب أمر هذه الآية المباركة .

بالتأكيد كل من قرأها للمرة الأولى أثارت استغرابه ، وبعيدا عن هذا التعجب - حيث أنّ التعجب هو أحد أنواع الاستغراب - فهذه الآية لها دلالة عظيمة خفيّة ، إذ إنها تدل على أن الإنسان لا يستطيع الاستغناء عن الصلاة مهما بلغت به الذنوب .

فعجيب أمر من يغفل عن عظمة الصلاة وإقامتها ، فهي تغذي الروح كما يفعل الطعام للجسد ، سيما في أوقاتها الثلاثة ، وما يزيدها روعة هو جرس التنبيه الخاص بها "الأذان" ، حيث إن وجود جرس يذكرك بأنه قد حان وقت الدواء هو شيء غاية في الإحساس والاهتمام .

هناك حاجة روحية ونفسية لا تستعاض بغير الصلاة ، إذ لا يوجد ما هو صحي ومفيد كفيتامينات الصلاة ، لأنها  أساس صلاح النفس وخلاصها من شقائها ، وشفائها من أمراضها .

كما أنَّ الآية الشريفة تُفسّر بأن السُكر المراد لربما يكون النوم أو التكاسل و التثاقل - كما ورد في تفسير الميزان- مما هو مرفوض عند وقوفك في حضرة المتعالي وذلك بموجب أنّ المريض يذهب طوعا وشوقا لأخذ العلاج ، فما بالك اذا كان هذا العلاج مشفوعا بلُقيا المحبوب .

سبحانه من رحيم ودود ، يدلنا و يعلمنا كيف ننقذ أنفسنا حتى من أنفسنا ، ويوجبه علينا مع أنه لن يغني عنه شيئاً  .

نور جوهر