افكر بدودة عاشت حياتها في الطين اقوى قدراتها هو تسلق نبته
تجد نفسها تعيش في عالم غريب لا تكاد تفهم منه شي .
وذات مرة رات نملة ، فسألتها عما تقوم به، فتنازلت النملة عن جزء من وقتها الثمين، مقابل ان تشعر بالفخر بشرح العالم الكبير للدودة الصغيرة التي تجهله ، واخذت تحدثها عن قسوة العالم وصعوبة العيش فيه واهمية العمل وتطرقت الى تفاصيل ذلك .
شعرت الدودة بالخوف من كل هذا الشرح، واحست انها تعيش في عالم مرعب .
تحركت مسافة ، مبتعدة عن النملة، فوجدت عصفور يغرد بسرور ، استغربت فعله ، فقررت مجددا ان تساله عن العالم !
فأجابها : ان العالم جميل مليء بالأشجار والزهور ، لا ينقصه الا هذه التغاريد !
فابتعدت الدودة من جديد للتفكير بكلام العصفور ، واختلافه عن كلام النملة ، فهما في قمة التناقض !!!
ترى ايهما اصح ؟ وماذا يكون هذا العالم ؟ كيف لها ان تعرف ؟ هل تسال من جديد ؟ لكن من تسال ؟
شعرت الدودة بالضيق والدوار واختارت ان تنام ...
لكن هذه المرة ، لم تنم ككل مرة ، نامت مدة ليست بقصيرة ، لا تشبه النوم العادي ، لتستيقظ وتجد نفسها انها ليست دودة لقد اصبحت كائن جديد انها تمتلك اجنحة كبيرة ملونة جميلة ، اجنحة تجعلها تستطيع الطيران ، فاستغربت ، ولم تعلم ما الذي حدث ، لكنها لم تتوقف كثيرا للتفكير ، فهي تمتلك اجنحة الان ، ولا يعيقها عن اكتشاف العالم سوى ان تحركها .
فانطلقت لتبحث عن الحقيقة التي لا تعلم اذا ما كانت ستحصل عليها ام لا ... فقد تفشل او تتعرض للافتراس وقد تحصل عليها .
فحلقت غير مبالية لتلقي نظرة اخيرة على الكائنات الاخرى المسكينة التي تكتفي بتناقل كلام توارثته بينها لتستمر في حياة رتيبة في الطين لا نهاية لها سوى الفناء .
سارة سرمد عادل
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري