عكس كل وصايا الناس، اوصيتها ان ﻻ تحب زوجها كثيرا ..
يغلب على طبيعة المرأة بصورة عامة ، الاستغراق في العاطفة بأشكال ودرجات تجعل الارتباط الزوجي احيانا شقاء لكلا الطرفين، ومن هنا جاء الدين الاسلامي الحنيف ليبين طبيعة هذه العلاقة المقدسة، فصاغها في مسميات بديعة المعنى كقوله ( وخلق منها زوجها ) و ( جعل بينكم مودة ورحمة ) و( لتسكنوا اليها ) وايضا ( هن لباس لكم وانتم لباس لهن ) ، فبين شدة القرب وحالته المكملة، حتى جاء في معنى الحديث الشريف (( ما استفاد امرئ بعد الاسلام خير من زوجة صالحة )) ، ولجعل هذه العلاقة ايجابية دائما، بّين الشارع المقدس حقوق الجانبين وواجباتهما والآداب والسنن، ودعا الى الاحسان والرحمة ليجعلها بأتم صورة من الانس، وليحافظ على توازنها في وجه الاهواء التي قد تأخذ بها يمينا وشماﻻ ، لذلك انصحك عزيزتي ان تحبي زوجك كما اراد الله بالخروج من اهواءك الذاتية وطريقتك الخاصة في الفهم والتعبير ، ولتوضيح الفكرة نسوق مثاﻻ شائع في ذلك ، فمن مشاكل الحياة الزوجية خروج الزوج المتكرر او غيابه عن البيت بسبب طبيعة العمل، وهو امر يوتر المرأة ويّقض مضجعها، مما يدفعها للتعبير عنه بطريقة عاطفية، تارة باللوم والعتب واثارة المشاكل ، وتارة بالعنف والتشكي وهتك سر الاسرة الصغيرة ليتدخل في امورها كل من هب ودب بمشورة قد تكون نافعة او ضارة .
والسبب في ذلك أنه تعتقد انه ﻻ يبادلها الحب ، لأنه ﻻ يجلس امامها ، يتقاسم معها يومياتها، في حين ينظر الرجل للبيت على انه سكنه واستراحته وفسحته المعنوية ، وينتظر الرجوع اليه ، اما عمله ووجوده، فهو خارج هذا الحيز الضيق ، بل تصل الامور بها الى التشكيك بحبه واخلاصه لبيته، وربما انهاء هذا الرابط وضياع ثمرته.
هذا كله وهي تحبه ، ولكن ﻻ تفهم اختلافه عنها، وﻻ تقنع بالحقوق والواجبات الشرعية التي حددها الله، وقد يعود السبب ايضا الى ان عاطفتها التي تدفعها للعطاء غير المحدود بل وفوق الطاقة والوسع، واكثر مما اوجبه الله بكثيرا، حبا لزوجها وبيتها ، فتشعر حينها بالغبن ، وان عليه ان يقدر كل ذلك ، ويقدم قرابين الود .
هذه الاندفاعات العاطفية تسبب كثيرا من المواقف العجولة والانفعالية، وكم هي جميلة تلك التوصيات الالهية للزوج ان يغفر لزوجته فلا يؤاخذها على هناتها ويحسن اليها .
واخيرا ... كي ﻻ تشعري بهذا الكم من الضغط والغبن ، لتكن لك نية القربة لله، فاحبيه لله وارحميه لله واعملي في بيتك لله وضحي من اجل اطفالك لله، حتى تجاوزك عن الهفوات هنا وهناك فليكن لله، افهمي واجبك الشرعي ، كوني مؤمنة وليس زوجة فقط ، فزوجك ليس اله وﻻ نبي وﻻ امام حتى يستحق الحب المطلق ، أنما هو عبد من عباد الله ، عاشريه بالمعروف والمودة والرحمة ، فأد حقه الكبير، وقفي عند حدودك الشرعية، ثم ابحثي عن استحقاقاتك عند رب كريم .
لبنى مجيد
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري