حديثنا عن حواء ( الجنس وليس الشخص ) ودورها وقيمتها الوجودية في الحياة خصب وعميق بخصوبة الحياة وعميق دلالاتها  .

لكي تكون حواء كما ينبغي ـ مادة الحياة وسر استمراريتها ـ صار الحديث عنها يتشظى حسب قيمتها الفردية واحيانا الشخصية ، ولأن التجارب الفردية لا يمكنها ان تمثل بالضرورة عين الحقيقة . كان هذا الحديث .

فحواء الرقيقة ... تلك التي توصف بانها  نصف المجتمع ، وانها تلد النصف اﻻخر ، الا أن الحديث عن الاثنينية بينها والرجل يخاتل الحقيقة ، إذ ان من اﻻفضل ان توصف بانها مع الرجل تمثل مجتمع بأكمله ، فالواقع هو ان الرجل والمرأة يمثلان كيان واحد غير قابل للتجزأة ، فالمرأة محور حياة الرجل ، ووجودها في الحياة متمم لوجوده وحياته ، لذا ... على الرجل ان يفهم شريكته في الحياة ويعي دورها ، ويقدر ذلك جيدا وأن يسعى لتأدية دوره الذي كلفه الله به من خلال مضمون الآية الكريمة (( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ...... )) ( سورة النساء ـ 34) .

كما ان استيعابه ووعيه التامة لمفهوم الآية المباركة أعلاه ، وما بينته له من تكليف ، يمنع عنه أنصرافات الذهن صوب التفسير الخاطئ وغير الحقيقي الذي قصده المنشئ المبدع من هذا الخلق ، فالله جل وعلا قدره منحها المنزلة الرفيعة ، واوصاه بها رفقاً ، ﻻ لقصورها ، وﻻ لقلة عقلها ، بل ﻻن الله حينما شرع منظومة الزواج ، كان ﻻ بد ان يمنح احد افرادها قيادة هذه المنظومة ، وقد منحها للرجل ، ولعدة اسباب ، منها ؛ ما خصه به دونها ( وليس بالضرورة تمييزا فالتخصيص غير التمييز ) من خصائص تجعله اكثر عمقاً بالتفكير العقلي بينما المرأة اكثر تأثراً بالعواطف ، واعطاه قوة جسدية تتلاءم مع دوره في الحياة وتجعله أكثر تحملا منها وبذلك فإن الله عز وجل قد كلف الرجل بحماية المرأة واﻻنفاق عليها واﻻهتمام  بشؤونها ، لممارسة دوره القيادي كالحاكم العادل الذي يرعى شؤون رعيته حرصاً عليهم ﻻ قسوة بهم وﻻ تسلط .

وقد كشفت التجارب عن وجود عقد كثيرة في نسيج المجتمع ـ أي مجتمع ـ الذي يلغي دور المرأة ويضطهدها ، ولكن المأسوف عليه أن سبب هذه العقد في الأعلم الأعم هي المرأة ذاتها ، فهي أحياناً تلغي نفسها بنفسها وتقسو على ذاتها بذاتها ، وأن كانت في وجهة ثالثة ضحية للأعراف والتقاليد المتنكرة بزي الدين .

 

إيمان كاظم الحجيمي