من فضائل الله جل وعلا علينا انه جمع لنا عيدين جميلين في شهر واحد، الذي يعد من اجمل الشهور وارقها جميعا" واحلى المناسبات السارة، والتي ننتظرها للتعبير عن مشاعرنا المتأججة والمتألقة في أحيان كثيرة، في هذا الفصل الممتع ومع كل اشراقة شمس او زقزقة طائر او شم نسيم عذب .. أو قبلة على جبين ست الحبايب في عيدها.. نخرج منه بألطف المشاعر ونحن محملون بأجواء ربيعية تعطر نفوسنا التي غلب عليها احيانا اليأس والملل والضوضاء التي تعج في ارجاء عالمنا المضطرب بأسى يرفض عتقنا في اوقات كثيرة!
ذكريات عديدة تتزاحم في رؤوسنا تعيد الينا ألق الطبيعة حين فقدنا احساسنا بها طوال اعوام، ومازالت تبدو لنا غير ماكانت عليه، الا انها تدفعنا الى استرجاع صورها الممتعة ونحن نستعد لكل عيد في هذا الشهر البديع ، ويتزامن عيد الأم بكل مايتضمنه من حنو ورأفة وثراء لايوصف بكلمات بل بسلوك راق معها, وتسابق على رد جميلها بهدية بسيطة تنبض بالحب والعرفان مع اعيادنا تلك .. هي لم تكن مفارقة او مصادفة بقدر ما يمتلك هذا اليوم من عطاءين يوازيان العالم بأسره (الأم والشجرة) اذ يشكل عيد الربيع .. مسرة في النفوس لأجوائه الخلابة في نهضة الطبيعة بكل مفاصلها ! ليكسو هذا البهاء والاشراق عيدا اعظم وأكبر تتجلى فيه معاني الوفاء والطيب .. (الأم) التي شرفها الباري وكرمها بالجنة التي عبر عنها بأنها تحت اقدامها .. لرفعتها ومكانتها السامية .. فما اجلك ياامي وانت تُمنحين هذا الوسام الآلهي .. الذي يحملك على جناح الكبرياء والشرف في آن واحد.
تحية من اعماقي وقلبي الى كل أم راقية في مسيرتها الحياتية .. والى كل أم صبرت واحتسبت لله بأهدائها فلذة كبدها فداءا الى تراب الاوطان !ومرحبا بربيعنا وعامنا النيروزي البهيج الذي منحنا السحر والجمال .. حقا" يتشرف القلم وهو يقطر عذوبة مفرداته لكما ايتها الآم وايتها الشجرة .. كلاكما معطاءان شامخان بهذا الفيض رغم حدبكما المعهود.
سعاد البياتي
واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري