إن مجال التكنلوجيا ليس حكراً على أحد بل أكثر المجالات المفتوحة أمام النساء للعمل وتطوير أنفسهن من المنزل وفي هذا السياق كان للقوارير حوار مع المبرمجة العراقية فاطمة حسن ياسر التي بات اسمها ضمن أفضل 100 امرأة في مجال التكنلوجيا حسب منظمة Women Who Code الأمريكية.
من هي فاطمة حسن ياسر؟
فاطمة حسن ياسر خريجة بكالوريوس تكنلوجيا المعلومات من جامعة بابل عام 2018 من مواليد 1996 في بغداد أسكن حالياً في بابل.
كيف استطاعت أن تؤسس لخلفية تكنولوجية؟
منذُ أن كنت طالبة في المرحلة الثانية من قسم تكنلوجيا المعلومات بدأت العمل في القطاع الخاص بصيغة أنتاج مشروع تكنلوجي مقابل أجور محددة وخلال تلك الفترة كنت مستمرة بالتعلم وأخذ الدورات والتدريبات، في نهاية عام 2017 بدأت الخطة بصناعة مشروع الأول من نوعهِ في العراق خاص بتمكين المرأة في مجال التكنلوجيا بهدف تأهيل المرأة وتمكينها تكنلوجياً للدخول في سوق العمل وتحديداً في القطاع التكنلوجي وكان اسم المشروع Iraqi IT Women
لماذا اختارت تمكين المرأة في هذا المجال؟
إن هذا المجال واسع الأفق ويمكن للمرأة العمل به داخل البيت كما يمكن أن تطور نفسها من داخل البيت أيضاً إضافة إلى إمكانية العمل مع شركات خارج العراق بطريقة العمل عن بُعد وهذا يعتمد على كمية المجهود الذي تبذله المرأة في تطوير نفسها.
واخترتُ هذا المجال لتمكين المرأة لأن أغلب مجالات تمكين المرأة هي في داخل دائرة مملة وتقليدية خصوصاً أن العالم يتجه نحو التكنلوجيا والحداثوية.
كما توجد مشاريع تمكين الشباب تكنلوجياً لكن تكون غالباً مختلطة وهذا قد يجعل الكثير من البنات يواجهن صعوبة للدخول في هذه الدورات المختلطة لعدة أسباب منها الحجاب أو منع الأهالي لكونها مختلطة وغيرها من العوائق.
كيف بدأت فاطمة هذا التخصص؟
التدريب المستمر، أخذ الكورسات، التعلم من الأخطاء واستشارة أصحاب الخبرة والأهم هو التعلم المستمر لأن هذا المجال تحديداً يتوجب على صاحبه المواكبة العلمية لمجريات العصر.
هل مثل الحجاب عائقا أمام نجاح فاطمة؟
لا أبداً لم يكن الحجاب عائقاً أمامي وأتمنى تكون هذه رسالة لجميع البنات، كثير من الناس أخبروني بأنني في حال صرت مشهورة في تخصصي لا يمكنني الاستمرار بارتداء العباءة فمن الصعب الدخول لوزارة، أو مؤتمر، أو أي حدث مهم بالعباءة فيقولون يمكنكِ ارتداء ملابس محتشمة لكن غير العباءة.
وفي عام 2018 صدح أسمي فتكرر الكلام بهل ستتركين العباءة وجوابي هو توضيح لكثير من الشباب والبنات إنها بالدرجة الأولى والأخيرة حرية شخصية علاوةً على كونه الحجاب الصحيح والإسلامي، فحين تشتهر امرأة غير محجبة يُقال إنها حرية شخصية في حين كوني مسلمة أرتدي العباءة يُقال بأن عائلتي تلزمني بارتدائها فـلمَ هذا المقياس؟
حالياً في العراق المحتوى الهابط منتشر جداً والبنات المشهورات هنَّ غير المحجبات مع كل اعتزازي بهن علماً أن معظم صديقاتي هنَّ غير محجبات وأحترمهن جداً لأن هذا ليس مقياس كفاءة الشخص أو علاقتي به، أنا اليوم في محطة لإيصال رسالة بأن الملابس لا تؤثر على نجاح الفرد بل هو من يثبت نفسهُ والدليل أنني تعاملت مع أنواع متعددة من المنظمات الحكومية وغير الحكومية والمصارف وشاركت في كثير من المؤتمرات والندوات بالعباءة، رغم وجود بعض السخرية لكنني لم أهتم لذلك، لوجود قناعة تامة متجذرة داخلي أن الإنسان بطريقة تفكيره، أخلاقه، تربيتهُ، إتقانهُ لعمله هو الذي يثبت وجوده. فالملابس هي شيء ثانوي فيجب كسر النظرة النمطية بأن المحجبة لا تفهم أو لن تنجح والكثير من التعليقات التي انتهكت حريتي الشخصية.
من بين ١٠٠ امرأة حول العالم كيف وجدت نفسها بينهن؟
بدايةً إن من بين ١٠٠ امرأة حول العالم تستحق المتابعة في مجال التكنلوجيا هي منظمة عالمية أمريكية خاصة بمجال التكنلوجيا وتمكين النساء بالتكنلوجيا، قد يرى البعض أن تطور الأشخاص بهذا المجال هو غير مهم أو يعتبرون كوني ضمن هذه 100 امرأة هو إنجاز عادي لكنهُ في واقع الحال يحتاج الكثير من الجهد الذاتي والعمل.
خاصةً كوني لا أملك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي إنما حسابي الفعال هو على تطبيق اللنكدن linkedln الخاص بالوظائف والعمل والأشخاص الذين ينشرون انجازاتهم ويمكنكم الدخول لحسابي على هذا التطبيق ومشاهدة التفاعل القوي على مستوى العالم والوطن العربي ومتابعي أجانب في هذا التطبيق رغم بساطة مشروعي مقابل كفاءة النساء ضمن هذه القائمة فالبعض منهن بروفسور أو يعملون في شركات عملاقة مثل كوكل وغيرها وأرى أنني ضمن هذه الفئة من النساء هذا شيء مفرح جداً وكان صادماً في البداية لي ولكثير من معارفي وزملائي بالنسبة لهم كانت صدمة مفرحة لدرجة غير قابلة للوصف فوجود صورة امرأة عراقية في هذه القائمة مع النساء الاجنبيات في المواقع الرسمية للمنظمة أمر مفرح جداً ومبهج لي ولعائلتي والشعب العراقي والعربي وكان شكلي وصورتي مميزة بينهم رغم أنني متأكدة بأن خبرتي أقل منهم لأن التعليم التكنلوجي في الغرب متطور جداً ومختلف عنا.
إن ما قدمتهُ بسيط مقارنةً بهم لكن استطعت أن أصل بحجابي لهذه القائمة خصوصاً كونها منظمة أجنبية اختياراتها تكون مهنية ودقيقة جداً.
المرفقات

واحة المرأة
يعنى بثقافة وإعلام المرأة والطفل وفق طرح عصري